مسجد الفتح برمسيس واجهة مشرفة للإسلام تجمع بين التراث المعماري الإسلامي والحضارة المعاصرة، وتضم مكتبة إسلامية وحديقة وقاعتان للمناسبات ومقارئ لتحفيظ القرآن، وتُجرى فيه وزارة الاوقاف مسابقات تعيين الأئمة والدورات التدريبية.

 

مئذنة مسجد الفتح يبلغ ارتفاعها 130م عن سطح الأرض واستغرق بناؤها خمس سنوات، بمعدل بناء 5 سم في البوم الواحد، وشيدت بأسلوب متطور باستخدام نظام كوابيل حديدية مركبة في بدن المئذنة واستخدمت الأحجار الصناعية والسيراميك والفسيفساء والقرميد الأخضر النحاس في عمليات البناء.

 

اللوحات الخطية

اللوحات الخطية بالمسجد طفرة هائلة في مجال واستخدام وتنفيذ الخط العربي في المداخل والمخارج والأروقة والصحن، فقد جاء التصميم المعماري للمسجد، متضمنًا أماكن كثيرة تحمل آيات القرآن الكريم، وقام المهندس حسين بكري المصمم المعماري للمشروع بدراسة بعض النماذج للخطوط العربية لمشاهير الخطاطين في مصر ووقع اختياره على النماذج المقدمة من أحمد عبد الفتاح البشلي المدرس بمدارس تحسين الخطوط العربية، الذي تم تكليفه بكتابة ومتابعة تنفيذ الخطوط بالمسجد، واختيار الآيات المناسبة في عدد الكلمات للمسطح ومدى ملائمة الخط بالنسبة لارتفاع المكتوب، مع مراعاة أن تكون جميع الآيات القرآنية على مختلف الارتفاعات في داخل وخارج المسجد وأعلى المئذنة مقروءة بسهولة ويسر، وبعيدة عن التركيبات الخطية المعقدة والمنتشرة في كثيرٍ من المساجد.

 

وتم تحديد ثلاثة أنواع من الخطوط هي الخط الكوفي الفاطمي المزخرف، ويتميز بخطوطه المستقيمة ويتحمل زخرفة نباتية تبرز جمال الخط مع سهولة قراءته من أي ارتفاع؛ وذلك لاحتمال تضخيم الحرف بحيث يصبح مقروءًا على الارتفاع المناسب، ويسهل تنفيذه بالأحجار الصناعية أكثر من باقي المواد، مع إمكانية استخدام الألوان للتمييز بين الحرف والأرضية والزخرفة خط الثلث، وهذا الخط له طرائق ومذاهب متعددة منها المركب المعقد والبسيط، وقد رُوعي في مسجد الفتح أن يكون خط الثلث من النوع البسيط في تركيبه بحيث يصبح مقروءًا بسهولة، ويسهل تنفيذه على كل من الحجر الصناعي والرخام.

 

الخط الفارسي، وهو خط رقيق وحساس ورشيق في حروفه إلا أنه غير شائع في المساجد لصعوبة تنفيذه على الحجر الصناعي والرخام.
وعلى ضوء هذا التحديد تم اختيار آيات من القرآن الكريم كاملةً المعنى تخدم الهدف المطلوب وتناسب جميع المساحات والأماكن المطلوبة، وتم التصميم والتصنيع بورشة متخصصة لأعمال الخط بالمسجد ثم دعت المراجعة بعد التنفيذ من الخطاط والمهندس المعماري، وتمت التركيبات والمتابعة الدقيقة من خلال فريق العمل الذين يتميزون بالمهارة الفنية العالية والكفاءة النادرة في هذا المجال.

 

يسع لخمسة آلاف مصلى، ويضم مكتبة، وحديقة خارجية إضافة إلى قاعتين كبيرتين لإقامة العزاء وعقد القران وكُتاب لتحفيظ القرآن ومقرأة لتعليم التجويد والقراءات، ومقرأة لتعليم عامة المسلمين قراءة القرآن ليصححوا قراءتهم ويتعلموا التجويد، كما يقام في المسجد درس ديني كل يوم بين المغرب والعشاء، ويخصص جزء من وقت الدرس للإجابة عن الأسئلة الموجهة من المصلين مباشرةً.

 

وللمسجد تجربة رائدة في التوعية الدينية، وهي توعية الحجاج بمناسك الحج في موسم الحج، كما أنه ملتقى إسلامي كبير خلال شهر رمضان المبارك، كما أن كثيرًا من الأحاديث الدينية في الإذاعة والتليفزيون تنقل مباشرة أو مسجلة من هذا المكان المبارك.

 

أنشطة المسجد

المكتبة: تضم المراجع والكتب التي يحتاج إليها الإمام وطلاب العلم وعامة المسلمين في شتى صنوف المعرفة الدينية من فقه وحديث وتفسير وتوحيد وتصوف وأخلاق وتاريخ وسيرة وأدب وبلاغة وفلسفة وعلم نفس لموقعه الهام يفد إليه كثير من الباحثين وطلاب العلم  والمعرفة.. تحفيظ القرآن: يقوم المسجد بدور هام وفعال في تحفيظ القرآن الكريم عن طريق أحد الشيوخ المعينين من قبل الوزارة لهذا الغرض لتحفيظ عدد كبير من المسلمين القرآن الكريم وتعليمهم التجويد، فضلاً عن المسابقات الدورية التي تجري بينهم، وتوزيع الجوائز على المتفوقين بهدف تحفيز المسلمين على حفظ كتاب الله.

 

والمسجد به قاعتان كبيرتان للمناسبات المختلفة، مثل إلقاء المحاضرات وإقامة العزاء وعقد القرآن، بأسعار ميسرة تناسب جميع المستويات، ويقوم بالإشراف عليهاة مشرفون ترشحهم الوزارة للتسهيل والعمل على راحة المواطنين وحل المشاكل التي تطرأ أثناء المناسبات.