- صمود الشعب والرئيس ضد جريمة الانقلاب أذهل العالم

- الانقلابيون لم يتخيلوا حجم المقاومة والرفض الشعبي لحكم العسكر

- الشباب يبدع أساليب جديدة لرفض الانقلاب مستقلة عن التحالف 

 - الانقلاب يتراجع يوميًّا ويفقد مؤيدين ينضمون إلى معسكر الشرعية

- الشعب هو الرابح الأكبر في هذه الثورة يليه التيار الإسلامي

- ذنب البسطاء المؤيدين للانقلاب في رقبة النخبة

- الصمود المذهل للرئيس مرسي أسهم في إفشال الانقلاب

 

حوار: محمد عبد الشافي

الدكتور مجدي قرقر، الأمين العام لحزب العمل الجديد، وعضو التحالف الوطني لدعم الشرعية وأستاذ الهندسة صاحب دور سياسي واضح ومعروف بمواقفه الشجاعة منذ ظهوره على الساحة السياسية وسطوع نجمه بعد ذلك في حزب العمل كأحد الرموز الوطنية الشريفة التي لا تساوم على المبادئ ولا تعرف إلا الصراحة والوضوح؛ الأمر الذي جعله أحد العلامات المهمة على وطنية المواقف وصدق التوجه في خدمة قضايا الوطن.

 

واليوم يقف الدكتور مجدي قرقر عضوًا في التحالف الوطني لدعم الشرعية موقفًا صلبًا في المطالبة بعودة الشرعية الدستورية كاملة ورفض الانقلاب العسكري وما ترتب عليه من إجراءات.

 

"إخوان أون لاين" حاور السياسي الكبير حول المشهد الراهن وتحليله وتوقعاته للمستقبل

 

* كيف ترى المشهد حاليًّا؟

 

** الواقع الذي نعيشه لم يكن أحد يتخيله يوم 3 يوليو الماضي، فحتى قادة الانقلاب كانوا يتخيلون أنهم سيتمكنون من سرقة الوطن ويغتصبون السلطة في أيام قليلة وينتهي الأمر ولكنهم فوجئوا بمقاومة كبيرة وواسعة ومستمرة من الشعب حتى قادة التحالف الوطني لم يتخيلوا أن هذه المقاومة تتحول إلى ثورة شعبية تسابق التحالف الآن في تحركاتها وإبداعاتها وأفكارها فالتحالف الوطني الآن بدلاً من أن يحرك جماهير الشعب لاسترداد الحرية والمسار الديمقراطي إذا به يفاجأ أن الشعب هو الذي يقود الثورة حتى الآن ويقدم الشهداء أرواحهم مرضاة لله.


المشهد الآن يسير في مواجهة الانقلاب بهدف كسره ودحره لاستعادة الشرعية الدستورية وبالقطع طالت الفترة التي دخل فيها الشعب في مواجهة مع الانقلاب ولكن صمود الشعب استمر وابدع ابدعات جديدة وظهرت مدن وقرى لم نسمع بها من قبل على الخريطة السياسية والجغرافية وكان منها قرية دلجا في مركز دير مواس بمحافظة المنيا والتي لم يسمع عنها احد قبل هذه الثورة التي تلت الانقلاب العسكري والتي استهدفها قادة الانقلاب في مواجهة عنيفة وكانهم يواجهون جيوشا جراراة.

 

* في أي وضع يقف الانقلاب؟

 

** الانقلاب الآن يتراجع وينفض عنه الكثيرون وينضمون إلى القوى المناهضة له التي ظن البعض أنها قاصرة على الإخوان المسلمين أو الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية فنجد انه قد انضم إلى التحالف 6 أبريل والاشتراكيون الثوريون ومسيحيون؛ مما يؤكد أن الفرز الآن ليس فرزًا أيدولوجيا بقدر ما هو مع الشرعية أو مع غيرها وبالأحرى مع الحرية والديمقراطية أو مع ما يناقضها.

 

* هل التراجع أيضًا على المستوى الخارجي؟

 

** مؤكد أن الانقلاب يتراجع على المستوى الداخلي وأيضًا الخارجي هناك عدم اعتراف دولي بهذا الانقلاب فالدول المعترفة به قليلة حتى إن الرئيس المؤقت أعلن أنه سيحضر اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة ثم تراجع عندما وجد الرفض الدولي لحضوره فهناك حصار دولي وخارجي والوضع الاقتصادي متدهور بشكل كبير نتيجة سياسات الانقلابيين الخاطئة.

 


* إلى أي مدى وصلت حركة الرفض الشعبية ضد الانقلاب؟

 

** حركة الرفض الشعبي تتزايد يوما بعد يوم وينضم اليها فئات جديدة انتقلت من مجرد المظاهرات الى المقاطعة وتدخل الان المراحل الاولى من العصيان المدني خاصة مايقوم به الشباب وهو امر لا دخل للتحالف الوطني به ولا دور له فيه ولم يكن للتحالف من دور غير تحديد السياسة العامة لدعم الشرعية في اطار من السلمية ولكننا نجد ان الجماهير المصرية تبدع في ابتكار أساليب جديدة لرفض الانقلاب مثل الطرق على أواني الطهي في شرفات المنازل والمسيرة العائمة في اسيوط ومسيرات الدراجات البخارية والسيارات وغيرها.

 

* من الرابح ومن الخاسر في هذه الأزمة؟

 

** من ينظر تحت قدميه سيقول ان التيار الاسلامي خاسر ولكن من ينظر بنظرة استراتيجية سيجد ان الشعب المصري هو الرابح الاكبر في هذه الثورة والتيار الاسلامي الذي ابعد عن السلطة استفاد بتصحيح المسار لثورة يناير واستردادها واستكمال تحقيق اهدافها بعد ان انقلب عليها نظام مبارك واظن اننا احسنا الظن وكنا مخطئين في تحالفاتنا مع بعض التيارات واحسنا الظن بقيادة القوات المسلحة وهنا نفرق بين القادة والقوات المسلحة كجسد كبير نعتز به، وبالتالي استفدنا من كل هذا ووجدنا فرصة لتكون وقفة مع الذات لنجد أننا تكاسلنا عن استكمال الثورة وأخذنا الطريق الاسهل واحسنا الظن بالمجلس الاعلى لللقوات المسلحة والمجلس الاعلي للقضاء الذين كانوا مع الشرطة يمثلون دولة مبارك وهذه الدولة هي التي حكمها الرئيس مرسي وهناك ايضا استفادة كبيرة وهي وضوح معسكر الباطل ومعسكر الحق حتى اأحزاب التي كانت تدعي الديمقراطية وكانوا يدللونها بالمدنية سقطت وتهاوت لأنها قامت على الديمقراطية ثم انقلبت عليها والغريب ان القوى الاسلامية هي التي تتمسك الآن بالديمقراطية.

 

* كيف تقيم الموقف من الانقلاب؟

 

** الشعب المصري بهر العالم في ثورته في يناير وبهره الان في ثورته لاسترداد 25 يناير وانا هنا لا اقارن فالثورة الان اطول بكثير ولاقت عنفا من الاجهزة الامنية اكبر بكثير وثورة 25 يناير كان النظام متساقطا ومتهالكا وسقط قبل التنحي ولكن الان مواجهة حقيقية مع النظام الاساسي ولا يجوز المقارنة لان ثورة يناير بدأت من الصفر وهي الاصل الذي جمع مصر كلها والان تسترد وتستكمل تجميع مصر ليكون يدا واحدة في مواجهة الحلف الصهيوني.

 

* وماذا عن مؤيدي الانقلاب؟

 

** أمامنا مجموعت مغيبة ومخدوعة وعندما سقط القناع عن الأحزاب التي كانت تدعي الديمقراطية نجد من هؤلاء من أبعد نفسه وانضم إلى صفوف المناهضين للانقلاب، وأرى أن هناك مظلومين، ومن الظلم أن نحكم عليهم في ظل الإعلام الكاذب المتبع لنظام مبارك والصهاينة وعندما يعرفون الحقيقة يرفضون الانقلاب وينضمون إلى مؤيدي الشرعية وأرى أن أي خطأ يرتكبه هؤلاء البسطاء يعود على النخبة؛ لأن الأمية الثقافية أخطر من الفقر.

 

* كيف ترى صمود الرئيس مرسي في مواجهة مخطط الانقلابيين لتمرير الانقلاب؟

 

 ** صمود الرئيس مرسي كان متوقعا وصمود الشعب المصري ايضا والغريب أن هؤلاء الإستراتيجيين أخطأوا تقييم الموقف، وعندما فشل انقلاب السيسي أدركت أن السيسي لا يحسن تقدير الموقف وعندما قال إنه قدم تقديرين للموقف إلى الرئيس مرسي ولم يأخذ بهما الرئيس مرسي أدركت أن الرئيس كان على حق وصواب؛ لأن السيسي لم يقدر الموقف الإستراتيجي للانقلاب فهذا دليل على فشله المهني في تقدير الموقف، فكان صمود الرئيس مرسي عاملاً مهمًّا في إفشال الانقلاب بما يتميز به الرئيس من خلق وإيمان وروحانية.

 

 *الرهان الآن على أي شي؟

 

 ** لا نراهن إلا على الشعب المصري ومن قبله على نصر الله لأننا نظن ونحسب أننا على الحق ودولة الظلم ساعة ولكن دولة الحق الى قيام الساعة هذه حقيقة نؤمن بها وما نراه من صمود الشعب المصري هو العامل الحاسم وما يقال عن انقلاب عسكري لتصحيح المسار ومحاكمة قادة الانقلاب العسكري ضد الشرعية سيكون نتيجة صمود الشعب المصري والا لماذا لم ينقلبوا من شهرين مثلا؟ وفي النهاية القوات المسلحة جزء من الشعب ومن نفس العائلات واسر القتلي والمصابين.

 

* الانقلاب يحاول ان يرسخ واقعا وزارة ،محافظين ،لجنة دستور... هل ترى ان الانقلاب ماضي في تحقيق هدفه ام ان الرفض الشعبي جعله يعيد حساباته واربكه واوقف تحركاته؟

 

** بالقطع الانقلاب يحاول ان يؤكد تواجده ولكن الرفض الشعبي يمنع هذا ولا يعترف بالانقلاب ولا باجرءاته ونجد الانقلاب لا يتقدم الا بخطى متعثرة في ظل التدهور الاقتصادي.

 

 * نشروا اخبار كثيرة عن مفاوضات..ماالهدف من كثرة النشر ثم ينفيها الاخوان والتحالف فيمابعد؟

 

** الإعلام يريد ان يبحث عن جديد ولكن المفاوضات توقفت لمدة طويلة ثلاثة اسابيع واتوقع خلال الاسبوعين القادمين عودة الوسطاء مرة اخرى ولن يقدم التحالف الوطني اي تنازل في غير صالح الشعب المصري او يفرط في حق الشهداء والمصابين.

 

* وماذا سيقدم الطرف الآخر؟

 

** أعتقد ان الطرف الاخر سيتفاوض وفقا للوضع على الارض والميدان لأن البديل سيكون نوعا من الانتحار فاما ان يسير ويري توازنات القوى في الشارع واما ان يستمر في المواجهة وهي طريق صعب.

 

* ولكن لماذا يروج الإعلام لمفاوضات لم تحدث؟

 

** يريد أن يشق التحالف الوطني لكنه فشل في ذلك. إنه يريد أن يبرز أي أخبار جديدة في هذا الاتجاه حتى لو لم تكن وقعت بالفعل، وأعتقد أن شباب الإخوان جزء من هذا الشعب وموقفهم عندما حدث لقاء بشر ودراج مع هيكل كان دافعًا ليخرج د. بشر ليوضح أبعاد اللقاء.

 

* إلى أي مدى تراجع الانتقاد الدولي للانقلابيين؟

 

** االقوى العالمية تحركها المصالح وهي تعلم أن ما حدث انقلاب ولكن كثير منها لا يعلن عن ذلك، وفي نفس الوقت لا يعترف بهذا النظام ومن الطبيعي أن تنقسم الدول بين مؤيد بصورة مباشرة مثل السعودية والإمارات والكيان الصهيوني وهناك دول رافضة بشكل مباشر، مثل تركيا فيما نجد تراجعًا في المواقف الدولية بين مؤيد ومعارض وبشكل عام لا يوجد ثابت في العلاقات الدولية.

 

* اتساع رقعة التأييد للشرعية.. كيف تراها؟

 

** رقعة التأييد للشرعية تتسع داخليًّا وخارجيًّا فالمصريون الأحرار في الدول الخارجية يقومون بدور كبير أمام السفارات المصرية وفي الميادين العامة لتوضيح حقيقة الانقلاب وفضح ممارساته وإحجام الرئيس المؤقت عن الذهاب إلى الأمم المتحدة أحد أبعادها هو تخوفه من رد فعل الجالية المصرية إضافة إلى الرفض الدولي.

 

* كيف ترى دور الإعلام منذ الانقلاب وحتى الآن؟

 

** لا يمكن أن تكون هناك إضافة جديدة حول الإعلام فهو منذ ثورة 25 يناير وهو يعد العدة لاسترداد وعودة مبارك ونظامه فهو النظام الذي يعبرون عنه ويعبر عنهم، وللأسف الشديد أظن أن حكومة هشام قنديل ووزير الإعلام فيها لم يقوموا بالدور الواجب في تطهير هذه الوزارة والصحف الخاصة تابعة لمصالح ملاكها.

 

* والإعلام الذي يرفض الانقلاب ويؤيد الشرعية؟

 

** الإعلام المؤيد للشرعية والرافض للانقلاب انقض عليه الانقلاب؛ لأن الانقلاب يعلم أنه ضعيف وأن هذا الإعلام سيواجهه بقوة وانقض عليه حتى قبل إعلان الانقلاب ولا ننسى مشاهد اقتحام القنوات الفضائية الإسلامية بشكل فج وهمجي مثل الحافظ والناس وغيرها.