-       محاكمة الرئيس في أحداث الاتحادية مهزلة

-       الرئيس مرسي رجل قلما يجود الزمان بمثله

-       أحداث قصر الاتحادية انقلاب عسكري ناعم

-       المخابرات دبرت كل مجازر الفترة الانتقالية

 

حوار- يحيى السحيمي:

أكد العميد طارق الجوهري، مسئول الحراسة الليلية للرئيس محمد مرسي أن أجهزة الأمن من شرطة ومخابرات تآمرت على الشعب المصري وارتكبت الجرائم الكثيرة في التحرير ومحمد محمود وبورسعيد وغيرها؛ في محاولة منها للانقلاب على ثورة 25 يناير وإفشالها.

 

وروى لـ(إخوان أون لاين) تفاصيل ما جرى في يوم الاتحادية وكواليس تآمر الأجهزة الأمنية للدولة العميقة على الرئيس الشرعي المنتخب.

 

وقال إن الرئيس محمد مرسي بطل قلما يجود الزمان بمثله، مؤكدًا أن تمثيلية محاكمته مسرحية هزلية دبرها انقلابيون لا يحترمون إرادة الشعب المصري الذي اختاره رئيسًا.

وأشاد بسلمية المظاهرات السلمية اليومية المؤيدة للشرعية في جميع أنحاء مصر.

وإلى نص الحوار:

* في البداية ما هي ملابسات تركك العمل في وزارة الداخلية؟

** تمت إحالتي على المعاش في حركة منفردة بتاريخ 1/3/2013، بالرغم من أن الحركة العامة للشرطة معلوم توقيتها أول أغسطس من كل عام والحمد لله أن الإحالة على المعاش كانت في توقيت ما زال فيه د. مرسي رئيسًا للجمهورية، فحصلت على كل مستحقاتي وكذلك معاشي.

 

* هل ترى إحالتك إلى المعاش مؤامرة عليك أو اظطهادًا لك من قيادات الداخلية؟

** بالطبع، فهم يضطهدون كل من هو شريف، بالإضافة إلى أنهم كانو يريدون تجريد الدكتور مرسي من كل من يتعاون معه؛ حيث إنني كنت قد اخترت بمحض إرادتى أن أعمل مع د. مرسي في حالة فوزه بالرئاسة، ونظرًا لكوننا 9 عمداء مسئولين عن كل الحراسات المهمة بالقاهرة الجديدة وكان الثمانية قد أبلغوا المدير برفضهم العمل مع د. مرسي في حالة فوزه بالرئاسة ثم فوجئ المدير بي أطلب العمل مع الدكتور مرسي، فخاف أن أتراجع وطلب مني أن أكتب طلبًا برغبتي في ذلك، وما إن حدث ذلك وأدرك الضباط أنني سأتعاون مع الدكتور مرسي عكس ما يريدون، فبدأت المضايقات منهم، ولكن لم يثنيني ذلك عن استكمال ما بدأت.

 

وقبيل إعلان النتيجة توجهت مباشرة إلى منزل السيد الرئيس، وبمجرد إعلان فوز الدكتور مرسي بمنصب الرئيس كنت أمام المنزل قمت بالسجود على الأرض وأنا مرتدي الملابس الأميرية، وكان هناك حشود أسفل المنزل من مؤيديه، قاموا برفعي على الأعناق، ووقفنا نهتف للدكتور مرسي وكان واقفًا بالشرفة ومعه أسرته ورآني وأنا أبكي بحرقه وأهتف، ومحموﻻً على الأعناق، فأشار لي فصعدت للمنزل، وأخذت أبكي وأنا أحتضنه وأهنئه وأري في عينيه التعجب، هل هناك ضابط شرطة يؤيده!!.

 

وأخبرت سيادته أنني اعتبارًا من باكر سأكون مسئوﻻً عن حراسة منزله الليلية، وبدأت بالفعل الخدمة الليلية من اليوم الثاني وأنا سعيد أني مع هذا الرجل الشريف المتواضع علي عكس الإهانات والصلف الذي كنا نتعرض له من المخلوع وأسرته وحاشيته.

 

وبدأ صراع عنيف يوميًّا بيني وبين الضباط، سواء الشرطة أو الحرس الجمهوري، فهم يسبونه بصفة مستمرة وأنا أدافع عنه باستماتة، ما عدا عدد 2 ضباط من الحرس الجمهوي المرافقين لسيادته، وهما العقيد عمر قنفود والمقدم محمد عباس اللذان كانا يثقان في ويبلغاني بتحركات سيادته وأماكن صلاته، وخاصة القيام في رمضان والفجر بصفة عامة، وكان هذا الأمر يثير حفيظة القيادات وخاصةً من هم أقدم مني.

 

وكانت هذه القيادات تسألني عن ضيوف سيادته لأنهم كانوا يجهلون لأسماء قيادات الإخوان فكانوا في حالة زيارة أحدهم يسألوني "من هذا؟" حتى يقوموا بإبلاغ وزير الداخلية عن ضيوف الرئيس، وكنت أجيبهم لمعرفتي بقيادات الإخوان عن طريق الإعلام.

 

* بصفتك شاهد عيان ما كواليس يوم "يوم الاتحادية" والذي يحاكم بسببه الرئيس في المسرحية الحالية؟

** يوم اﻻتحادية كان مشهودًا، فالقنوات الخاصة برجال الحزب الوطني أوحت للجميع أن الرئيس قد انتهى، وأن الشرطة قد تخلت عنه وانحازت للمعارضة، وكانت هناك أمور غريبة تدل على ذلك، منها صمت جهاز اللا سلكي على غير العادة حتى إن زوجتي فوجئت بها تغلق الباب قبل نزولي للخدمة، وقالت لي نصًّا: "لو نزلت هيخلصوا عليك زي اللواء البطران"، وأقنعتها أن ذلك لن يحدث، وتوجهت للخدمة، فوجدت الضباط الصغار يتطاولون عليّ شخصيًّا، ويقولون إن "مرسي قد انتهى"، وأخذوا يسبونه أسفل منزله بصوت عال، وتقوقع اللواء في سيارته وفوجئت بمفتش المباحث يحضر بسيارته ويقف تحت البيت مباشرة ويقوم بسب الرئيس، برغم علمه أنه لم يحضر بعد، وقال كلها نصف ساعة وهترجع السجن تاني يا مرسي هي دي أشكال رئاسة دي أشكال سجون، وبدأت أحس أن فعلاً هناك شيئًا ما يدار، وتأكدت هواجسي بعدها عندما وجدت الضباط يتجمعون ويقولون لبعضهم: "كل شيء تمام والناس جاهزة أول ما يوصل الرئيس هيهجموا عليه ولو ما تمكنوش منه بالموكب هيطلعوا فوق يجيبوه واحنا معاهم".

 

وحينها قمت باﻻتصال بالمقدم محمد عباس، وأبلغته بما يحدث وقال لي: "هبلغ الرئيس حاﻻً وارد عليك" وفعلاً لم تمر دقيقتان حتى رد عليَّ سيادته وأبلغني أن أحرر مذكرة بكل ما حدث بدقة وأن أترك الخدمة،  وسيقوم بإرسال سيارة لي من الرئاسة ﻻصطحاب المذكرة وأمرني أﻻ أشتبك مع الضباط وأنه لن يبيت بمنزله، وأن أنتظر فقط لحين نزول زوجة سيادته وابنه من المنزل، ثم أنصرف، وتم كل هذا بالفعل دون علم أحد من الداخلية أني قد حررت هذه المذكرة.

 

ومضت الأيام حتى منتصف شهر فبراير، وفوجئت بمذيع من قناة مصر 25 واسمه أحمد عبد العليم يتصل بي ويعرفني بنفسه وأنه يريد لقائي فقابلته في نادي اتحاد الشرطة وفاجأني أنه يعلم أمر المذكرة وأنه سينشر فحواها دون أن يذكر أنني القائم بتحريرها فقط سيكتب أنني شاهد على ما حدث وفعلاً قام بذلك يوم 25 فبراير، وفوجئت عقب نشرها بقرار إحالتي على المعاش في حركة منفردة على غير العادة.

 

* من هو المقدم محمد عباس الذي أشرت إليه وأبلغته بما دار بين الضباط يوم الاتحادية؟

**هناك اثنان من ضباط الحرس الجمهوري يرتديان الملابس المدنية يرافقان الرئيس في سفرياته وجميع تحركاته هذا أحدهما والآخر عقيد عمر قنفود.

 

* كيف تفسر استبعاد المحكمة لشهداء الإخوان من قضية الاتحادية وعدم تقديم وزير الداخلية أحمد جمال الدين وقتها للمحاكمة، على الرغم من مسئوليته المباشرة عما حدث؟

** لأنها قضية وهمية سياسية بالمقام الأول هدفها إدانة الرئيس مرسي وإحباط مؤيديه، وكانت في أول الأمر للضغط عليه لإعلان تنحيه ولكن صمود سيادته جعلهم يستمرون في الأمر دون أن يعلموا ما نهاية هذا الفيلم الهابط من كل الوجوه، بالعربي كده "صمود دمرسي ورفضه التنازل ورطهم ورطة ﻻ يعرفون متى تنتهي".

 

* ما هي ملابسات خروجك من مصر سيادة العميد؟

** بعد إحالتي على المعاش تم استضافتي من قبل قناة 25 وتلاها عدة لقاءات على قناة الناس وأمجاد والشباب والتحرير، وغيرها وبعض الصحف وقبل الانقلاب أحست بما سيحدث وأبلغت الإعلامي خالد عبد الله بما سيحدث لأنه صديق شخصي لي بعيدًا عن كونه إعلاميا وأخبرته أني سأسافر إلى قطر لأنه لو حدث انقلاب سأكون أول المطلوبين من ضباط المباحث أنهم يعتبروني خائنًا للداخلية؛ بسبب وﻻئي للرئيس محمد مرسي وإخلاصي له وعليه سافرت لقطر قبل الانقلاب بيوم واحد.

 

* كيف ترى الجرائم الأخرى ومن المتورط في إراقة دماء المصريين في جرائم أخرى مثل موقعة الجمل إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير على الرغم من تأمين الميدان جيدا من قبل الشرطه العسكريه والجيش؟

**من المؤكد ان قيادات الجيش فى ذلك الوقت التى خططت لهذه المجزره ومن بينهم قائد الانقلاب "عبدالفتاح السيسى" لأنه كان فى ذلك الوقت ضمن اللواءات المكلفين بحماية الميدان فهناك شهود علي ان الجمال وراكبيها لم تكن قادمه من الهرم فقط بل ان اكثرهم كانوا يتجمعون بثكنه تابعه للجيش بمدينة نصر باﻻضافه الى انهم مروا امام الجيش بالتحرير وتم فتح الطريق لهم ودخل الجيش بطريقه تخفي عن المتظاهرين وصولهم عن بعد حتى يفاجئوا بهم داخلهم ويتمكنوا منهم ولكن ارادة الله كانت علي غير مايتوقعون

 

* ومجزرة برسعيد فى فترة حكم المجلس العسكرى ؟

**ما حدث في بور سعيد من تدبير المخابرات وكل الضباط تعلم هذا ﻻرباك مجلس الشعب في حينها ووضعهم في ورطه اوﻻ ، وثانيا اﻻنتقام من الشباب القائم بالثوره و رساله ﻻهالي الشباب الثوري ان يمنعوا اوﻻدهم من الهياج الثورى واﻻ مصيرهم كهؤﻻء
*أسأل سيادتك بم أنك عايشت ضباط الشرطه .... ما هى عقيده الضباط التى تسمح لهم ياستخدام العنف المفرط تجاه المتظاهرين واستباحة دماء المصريين ؟

 

اجمالى عدد الضباط تقريبا 36 الف ضابط ولو قلنا نسبة الفساد تصل الي 50% اﻻ ان نسبة مستبيحى الدماء ﻻتتجاوز 2000 ضابط لكن وجود السﻻح معهم دون رقيب ودون عقاب وبتعليمات من الوزير والسيسي تجعل المشهد كما نراه
*نفهم أن المتورطين فى الدماء 2000 ضابط فقط ؟

 

مصر بها 28 محافظه، القتل واستباحة الدماء مكثفه في حوالي 15 محافظه يعنى متوسط حوالي 150 ضابط في كل محافظه كفيلين بارتكاب هذه المجازر وهم ﻻيتغيرون ويحصلوا علي مكافئات باهظه جدا جدا *ما  السبب وراء انسحاب الجيش من ساحة المواجهه مع المتظاهرين فى الشارع وتصدير الداخليه ؟

 

**متى حدث ذلك الجيش في الصوره حتى هذه اللحظه

 

*الجيش فى الأسكندريه والسويس ولكن غير موجود فى القاهره عاصمة الثوره حتى وان كان موجودا فهو يصدر الداخليه فى المشهد الاعلامى؟

**ﻻ الجيش له طبيعه مختلفه عن الشرطه وخاصة في مجال جدولة العمل وهو مايطلق عليه ادارة العمليات ، خاصة المنطقه المركزيه فيقوم باستبدال مدرعاته وضباطه ولكنهم موجودين كضباط مع الشرطه ويرتدون المﻻبس السوداء مثل العمليات الخاصه وكان هذا شرطا من الداخليه للجيش قبل فض رابعه والنهضه وغيرهما

 

*برأيك هل المقاومه السلميه أو "السلميه الايجابيه" من الثوار قادره على تكرار مشهد 28 يناير 2011 ولو على المدى البعيد؟

** بالطبع السلميه الايجابيه التى تعنى العنف فيما دون القتل قادره على انهاك افراد الداخليه كما انها ستجعلهم يراجعون مواقفهم فيما يقومون به من قتل واستباحة للدماء

 

*هل ترون أن تقديم محمد ابراهيم ككبش فداء لاستمرار الانقلاب بات قريبا ؟

**ﻻ اعتقد ذلك ﻻن "كله بقي ماسك بﻻوى علي كله" يعنى اصبحوا جميعا في مركب واحده هم من الممكن أن يغتالوه او ينتظروا تعيين السيسي رئيس ويضطروا لتغيير الحكومه وهو منهم فيتم مرهمة خروجه آمنا

 

*أخيرا سيادة العميد رساله تود ارسالها لأفراد الشرطه .. وأخرى للثوار فى الشارع ... وأخرى للرئيس محمد مرسى .

**رسالتى لرجال الشرطه لن تستقيم العﻻقه بينكم وبين الشعب بالشعارات وﻻ بسطوتكم وﻻ حتى بانكساركم وانما تستقيم عندما تدركوا طبيعة عملكم وتؤمنوا بها وتصبح عندكم كالعقيده اﻻ وهى اننا جهازا ومؤسسه تحصل علي رواتبها من قوت الشعب وعرقه مقابل ان يشعر باﻻمان وليس بالترويع ، وان طبيعة عملك ووظيفتك تعطيك احتراما تفتقده باقى الوظائف مهما علت،افﻻ يكفيك هذا الا يكفيك انك دون باقى المهن يتم التعامل معك بحرص وتأدب اتقوا الله واحترموا كل المثقفين فهم جديرون باﻻحترام ولستم افضل منهم ورققوا قلوبكم مع البسطاء "مش هتبقوا انتم وحظوظهم القليله عليهم"

 

وأما رسالتى للثوار: أيها الأحرار لم نستفد من الثوره حتى اﻻن سوى سقوط اﻻقنعه وكسر الخوف فتمسكوا بهما واعلموا ان شرعية الدكتور مرسي كانت هي لبنة بناء دولة الحريه والكرامه وان اي تحفظ علي ادائه كان هو بداية طريق الاصلاح والتمسوا اﻻعذار لرجل كان يسبح ضد التيار فاجهزتم عليه وافقتم متاخرين ولكن ليس بعد فوات اﻻوان فما زال اﻻمل كبيرا وبالصبر والمثابره والعزم الشديد ونبذ الخلافات وتجنب الصدامات البينيه ستنجح الثوره، وبقدر المعاناه ياتى طعم النجاح وبقدر اﻻلم تستشعر لذة التعافي ونشوته.

 

وأما رسالتي للدكتور مرسي: سيشهد التاريخ انك رجل قلما يجود بمثلك الزمن، قوي ازاء الخصوم واﻻنداد عطوف رحيم بشعبك وانك ابدا لم تكن ضعيفا، بل ان تحمل كل الأعباء التى تحملتها عاما كاملا انما هو دليل قوتك ولكن لن يستوعب ذلك سوى اولي اﻻلباب، سيادة الرئيس انى احببتك في الله حبا كبيرا وانى اشهد الله انك كنت تحب مصر حبا ﻻ حدود له، مخلص لشعبك ولكن هكذا دأب العظماء ﻻ يفيق الناس لعظمتهم اﻻ بعد ان يفقدوهم، اعادك الله لنا وفك كربك وثبتك امين امين.