بائعة الخضر والفاكهة في سوق كرداسة بالجيزة، تُلقّب بـ"أم المُعتقلات" و"أم الأحرار"، سامية شنن (65 عامًا) أول مصرية من معارضي الانقلاب، يصدر بحقها حكم بالإعدام من ضمن 188 متهمًا، وجهت إليهم تهمة المشاركة في قتل وسحل عدد من ضباط الشرطة في الهزلية المعروفة إعلاميا بـ"قضية كرداسة".

الاعتقال

في يوم 19 سبتمبر 2013 دهمت شرطة الانقلاب منزل الحاجة سامية لتلقي القبض على ابنها، ولكنها لم تجده، فقررت القبض على أمه وأخيه، حسبما روى أسامة ابن "سامية"، التي يلقبها البعض بـ"أقدم معتقلة" و"أم المعتقلين" لكبر سنها.

انتهاك ومعاناة

وقال أسامة ابنها: إن والدته تعرضت لأشد أنواع التعذيب عقب القبض عليها، حتى إن أحد الجنود وضع حذاءه في فمها، وهددتها الشرطة بالاغتصاب أمام أخيه الأصغر إذا لم تعترف بأنها من مثلت بجثة مأمور قسم كرداسة، وتم اصطحابها في إحدى المرات للصحراء وتهديدها بإطلاق الكلاب عليها لنهش جسدها إذا لم تعترف بهذه التهمة.

أقدم المعتقلات

تعدُّ شنن من أقدم المعتقلات بعد "رشا وهند منير"، والمحكوم عليهما بالسجن المؤبد، 25 عامًا لكلٍ منهما؛ حيث أتمت سامية شنن أكثر من 6 سنوات داخل السجون.

حياتها في المعتقل

وعن حياتها داخل محبسها، تقول آيات حمادة، إحدى المعتقلات معها سابقًا: "ماما سامية كانت بمثابة أم لنا، كانت عندما تضحك تشرق وجوهنا بالابتسامة، وتم اعتقال اثنين من أولادها وحدثت لهما انتهاكات تفوق الوصف، ماما سامية سيدة كبيرة لا تقوى على حبسها طول هذه الفترة.. غير الإهانات التي تقال لها طيلة الوقت داخل السجون أمثال (هنصلي عليكي امتى) و(انتي بتصلي ليه؟ انتو بتقتلوا وتصلوا بعدها؟).

وتضيف: كنت أرى دموعها تنزل كل يوم قبل الفجر، وفي تمتمة بالدعاء إلى الله، ووقتها أيقنت مدى الظلم الذي وقع علينا وشعرت به؛ لأنني كنت في مثل هذا الموقف. كانت في كل جلسة تذهب إليها ترجع إلينا وآثار الضرب تغطي جسدها".

كما تحكي المعتقلة السابقة "عائشة عبد الحفيظ" عنها فتقول: "شايفاكي يا خالتو سامية وإنتي بتغني وتقولي السجن دا النهاية مش هو ده البداية. هو فعلًا يا خالتو سامية النهاية. شايفاكي وسامعه أنينك وانتي بتقولي اشتكينا ليك يا رب".

حكم بالإعدام خفف لمؤبد

وقضت الدائرة 11 إرهاب، محكمة جنايات القاهرة، بالإعدام شنقًا لـ20 متهما في قضية اقتحام مركز شرطة كرداسة، والسجن المؤبد لـ80 متهمًا آخرين، منهم الحاجة "سامية"، والمشدد 15 عامًا لـ33 متهمًا، والسجن 10 سنوات لمتهم وحيد، وألزمت المحكمة المتهمين بدفع غرامة قدرها 11 مليونًا تعويضًا عن الأضرار التي أصابت مبنى قسم شرطة كرداسة، فيما برأت 21 متهمًا آخرين مما أسند إليهم.

"سامية" هي المرأة الوحيدة المتهمة في الهزلية رقم 12749 لسنة 2013، المعروفة باسم "مذبحة كرداسة"، التي وقعت يوم 14 أغسطس 2013.

وفي 24 أبريل 2017 ألغت محكمة النقض حكم الإعدام, وقررت إعادة محاكمتها ليتم تخفيف الحكم للمؤبد.