في مثل هذه الأيام منذ واحد وسبعين عامًا، نالت رصاصات الغدر من شخص الإمام الشهيد، في محاولة قاصرة لوأد الحركة التي انتشرت وذاع صيتها، ودخلت قلوب الناس قبل أن تستولي على أفكارهم وعقولهم، بعد أن وجدوا فيها المارد الحقيقي الذي يخلصهم من عبودية الإنسان لأخيه الإنسان، فعلوا فعلتهم وقد خيلت لهم عقولهم، وسولت لهم أنفسهم، وزينت لهم شياطينهم بأنهم إذا فعلوا ذلك سيقضون على الحركة، ويهدمون البناء، ولكن هيهات هيهات فلقد كان الوقت قد فات، وكان البناء الذي أسسه قد استطال على الهدم، وتعمق على الاجتثاث...فذهب الطغاة وبقي الإخوان.

وما أجمل ما شبه به- صاحب الظلال الشهيد سيد قطب- الجماعة حين قال " إنها كالشجرة، ومرة بعد مرة يحاول أعداء الجماعة اقتلاعها فيمسكون بفرع من فروعها يحسبونه سيؤدي إلى اقتلاعها، فإذا جذبوا ذلك الفرع خرج في أيديهم جافًا يابسًا، كالحطبة الناشفة، لا ماء فيها ولا ورق ولا ثمار... ".

وما أحوجنا ونحن نسير على دربه إلى تجديد انتمائنا كي نظل على الطريق ثابتين، لا ينال منا طول الطريق ومشقته، ما دمنا نسير على الطريق الذي رسمه لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهذا ما سنعرضه في السطور القادمة، والتي سنعرض فيها بعضًا من كلمات الإمام الشهيد، والتي كانت لها بالغ الأثر في قلوب أتباعه، والتغيير الذي أحدثته تلك الكلمات في الآلاف منهم، وما أحوجنا نحن المنتمين إلى فكرته إلى تجديد بيعتنا، وإحياء انتمائنا.

فصاحب الفكرة هو صافرة الإنذار التي تنذر بالخطر حال حدوثه...فهو النائم المستيقظ، المستنفر في جميع أحواله، ولهذا فإن لصاحب الفكرة الحق علامات وسمات، وصفات وشيم تميزه عمن سواه، هذه الصفات وتلك النعوت لا تنفك عنه، فهي تعبر عما يحمله من الحق، وتبرز الهداية والنور فيما يحمل من دعوة.

وصاحب الفكرة رجل إيجابي:

"إن الداعية روح مفعم بالحق والنشاط والأمل واليقظة فمهمته العظمى أن يرمق الحياة بعين ناقدة وبصر حديد، حتى إذا رأى فتورًا نفخ فيه من روحه ليقوى، وإذا رأى انحرافًا صاح به ليستقيم" "الشيخ محمد الغزالي" كتاب مع الله ص 176.

وصاحب الفكرة قوي الإرادة:

"...على حين أنه إيمان مُلتهب مشتعل قوي يقظ في نفوس الإخوان المسلمين. ظاهرة نفسية عجيبة نلمسها ويلمسها غيرنا في نفوسنا نحن الشرقيين أن نؤمن بالفكرة إيمانًا يخيَّل للناس حين نتحدث إليهم عنها أنها ستحملنا على نسف الجبال وبذل النفس والمال واحتمال المصاعب ومقارعة الخطوب حتى ننتصر بها أو تنتصر بنا " من رسالة دعوتنا ص 16.

وصاحب الفكرة معطاء:

" وكم أتمنى أن يطلع هؤلاء الإخوان المتسائلون على شباب الإخوان المسلمين، وقد سهرت عيونهم والناس نيام،وشغلت نفوسهم والخليون هجع، وأكب أحدهم على مكتبه من العصر إلى منتصف الليل عاملاً مجتهدًا ومفكرًا مجدًا، ولا يزال كذلك طول شهره حتى إذا ما انتهى الشهر جعل مورده موردًا لجماعته، ونفقته نفقة لدعوته، وماله خادمًا لغايته، ولسان حاله يقول لبني قومه الغافلين عن تضحيته: "لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ " من رسالة إلى أي شيء ندعو الناس ص 36.

وصاحب الفكرة مضحٍ:

" قليل من الناس من يعرف أن الداعية من دعاة الإخوان، قد يخرج من عمله في القاهرة في عصر الخميس، فإذا هوفي العشاء بالمنيا، يحاضر الناس، وإذا هو في صلاة الجمعة يخطب وهو في منفلوط، فإذا هو العصر يحاضر في أسيوط، وبعد العشاء يُحاضر بسوهاج، ثم يعود أدراجه فإذا هو في الصباح الباكر في عمله بالقاهرة قبل إخوانه الموظفين " من رسالة المؤتمر الخامس ص 129.

وصاحب الفكرة رجل ذو همة عالية:

" وإن الأمة التي تحيط بها ظروف كظروفنا، وتنهض لمهمة كمهمتنا، وتواجه واجبات كتلك التي نواجهها، لا ينفعها أن تتسلى بالمسكنات أو تتعلل بالآمال والأماني، وإنما عليها أن تعد نفسها لكفاح طويل عنيف وصراع قوي شديد: بين الحق والباطل، وبين النافع والضار، وبين صاحب الحق وغاصبه، وسالك الطريق وناكبه، وبين المخلصين الغيورين والأدعياء المزيفين. وإن عليها أن تعلم أن الجهاد من الجهد، والجهد هو العناء، وليس مع الجهاد راحة، حتى يضع النضال أوزاره وعند الصباح يحمد القوم السرى" من رسالة هل نحن قوم عمليون ص 69.

وصاحب الفكرة إمام في كل شيء:

" ويُخطئ من يظن أن جماعة الإخوان المسلمون دعاة كسل أو إهمال، فالإخوان يُعلنون في كل أوقاتهم أن المسلم لابد أن يكون إمامًا في كل شيء، ولا يرضون بغير القيادة والعمل والجهاد والسبق في كل شيء، والتأخر في أية ناحية من النواحي ضار بفكرتنا مخالف لتعاليم ديننا..." رسالة إلى الشباب ص 180.

حقيقة الانتماء = مظاهر عملية:

ولقد أكد الإمام البنا أن الانتماء الحقيقي لابد وأن يتبعه تغير في السلوك، وتوفر المظاهر العملية للفكرة وتحقيقها في شخصه، وإلا كان الانتماء شكليًا لا روح فيه.

"وقد خالف النظام القرآني غيره من النظم الوضعية والفلسفات النظرية فلم يترك مبادئه وتعاليمه نظريات في النفوس، ولا آراء في الكتب، ولا كلمات على الأفواه والشفاه، ولكنه وضع لتركيزها وتثبيتها والانتفاع بآثارها ونتائجها مظاهر عملية، وألزم الأمة التي تؤمن به وتدين له بالحرص على هذه الأعمال، وجعلها فرائض عليها لا تقبل في تضييعها هوادة، بل يثيب العاملين، ويعاقب المقصرين عقوبة قد تخرج بالواحد منهم حدود هذا المجتمع الإسلامي وتطوّح به إلى مكان سحيق." من رسالة بين الأمس واليوم ص 94.

ومن أراد أن يتأكد من حقيقة انتمائه فعليه أن يجيب على السؤالين اللذَين أوردهما الإمام الشهيد في إحدى رسائله

- هل الأخ مستعد لوضع ظروفه الحيوية تحت تصرف الدعوة؟

- وهل تملك الدعوة في نظره حق الترجيح بين مصلحته الخاصة ومصلحة الدعوة العامة؟

ومن خلال الإجابة على هذين السؤالين يستطيع الفرد أن يتأكد من حقيقة انتمائه لفكرته،وهل انتماؤه نظريًا أم عمليًا..

واجبات عملية لمن آمن بالفكرة

يقول الإمام الشهيد: إن الخطب والأقوال والمكاتبات والدروس والمحاضرات وتشخيص الداء ووصف الدواء، كل ذلك وحده لا يُجدي نفعًا، ولا يحقق غاية ولا يصل بالداعين إلى هدف من الأهداف، ولكن للدعوات وسائل لابد من الأخذ بها والعمل لها، والوسائل العامة للدعوات لا تتغير ولا تتبدل ولا تعدو هذه الأمور الثلاث:

1- الإيمان العميق 2- التكوين الدقيق 3- العمل المتواصل

واجب فردي

" يتصل الأخ بالإخوان، فيكون مطالبًا بتطهير نفسه، وتقويم مسلكه، وإعداد روحه وعقله وجسمه للجهاد الطويل الذي ينتظره في مستقبل الأيام، ثم هو مطالب بأن يشيع هذه الروح في أسرته وأصدقائه وبيئته، فلا يكون الأخ أخًا مسلمًا حقًا حتى يطبق على نفسه أحكام الإسلام وأخلاق الإسلام، ويقف عند حدود الأمر والنهي التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فََأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) "الشمس:7" رسالة المؤتمر السادس ص 205.

واجب حركي

يقول رحمه الله:" قد يقضي الأخ شهرًا أو شهرين بعيدًا عن أهله وبيته وزوجه وولده يدعو إلى الله، هو في الليل محاضر، وفي النهار مسافر، يومًا بحزوَى ويومًا بالعقيق، فيلقي أكثر من ستين محاضرة من شرق القطر إلى غربه، وقد تضم الحفلات التي يحاضر فيها الآلاف من مختلف الطبقات. ثم يوصي ألا يكون ذلك محل دعاية أو إعلان " من رسالة المؤتمر الخامس.

واجب مالي

"وأما أنهم يبذلون في هذا السبيل وقتًا ومالاً، فحسبك أن تزور ناديًا من أنديتهم؛ لترى عيونًا أذبلها السهر، ووجوهًا أشحبها الجهد، وجسومًا أضناها النصب وأخذ منها الإعياء على أنها فتيّة بإيمانها قوية بعقيدتها، وشبانًا يقضون ليلهم إلى ما بعد انتصافه مُكبين على المكتب، أو عاكفين على المناضد، وأترابهم في لهوهم وأنسهم ومتعتهم وسمرهم. ورب عين ساهرة لعين نائمة، وإنما نحتسب ذلك عند الله ولا نمتن به (بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) "الحجرات:17" من رسالة هل نحن قوم عمليون ص 83.

الإيمان أول عدتنا

إننا في أمس الحاجة إلى أن نعرض أنفسنا من جديد على مقولات ذلك الرجل المخلص المجاهد الذي آمنا بفكرته واتبعنا دعوته وسرنا في نظامه...وما أعظمها من كلمات تُطهر القلب، وتُزكي الأروح، وترفع الهمم، وتُقوي العزائم، وتهيب بالأخ أن ينسى نفسه، فلا يزكيها بُحسن الصلة بالله، وتؤكد كلماته رحمه الله على أن وقود الفكرة ودوام استمرارها متعلق بالصلة الروحية، والعلاقة الإيمانية بين الفرد وربه، فهذه العلاقة هي مدد الدعوات وغذاؤها.

وما أعظم ما نادى به الإمام الشهيد حسن البنا متحدثًا وداعيًا الإخوان قائلاً " لقد سمعوا المنادي ينادي للإيمان فآمنوا، ونحن نرجو أن يُحبب الله إلينا هذا الإيمان ويُزينه في قلوبنا كما حببه إليهم، وزينه من قبل في قلوبهم، فالإيمان أول عدتنا..." من رسالة الإخوان المسلمون تحت راية القرآن ص 193.

يقول الإمام الشهيد: "وينظر الناس في الدعوات إلى مظاهرها العملية وألوانها الشكلية...ويُهملون كثيرًا النظر إلى الدوافع النفسية والإلهامات الروحية التي هي في الحقيقة مدد الدعوات وغذاؤها وعليها يتوقف انتصارها ونماؤها... " من رسالة دعوتنا في طور جديد ص 232.

ويقول رحمه الله: "...وتلك حقيقة لا يجادل فيها إلا البعيد عن دراسة الدعوات وتعرف أسرارها"

يا الله..يا لها من كلمات صادقة ومعانٍ حية، وعبارات خرجت من القلب لتستقر في القلب، وانعكست على الجوارح التي ترجمت هذه المواعظ وتلك القوانين إلى أفعال..وصور حية طبقت على الأرض في زمن قل فيه من تمسك بدينه، فكانوا كالغرباء بين بني قومهم..بل أوذوا وقتِّلوا وشُردوا وسجنوا..لا لشيء إلا أنهم تمسكوا بتعاليم دينهم فصبروا على ذلك؛ ليقظة روحهم وحياة قلوبهم..ونفوسهم الحية القوية المتينة وقلوبهم الجديدة الخفاقة العامرة بالإيمان.

ثم ختم مقولته قائلاً:" قبل أن نتحدث إليكم في هذه الدعوة عن الصلاة والصوم وعن القضاء والحكم وعن العادات والعبادات وعن النظم والمعاملات نتحدث إليكم عن القلب الحي..والروح الحية والنفس الشاعرة..والوجدان اليقظ..والإيمان العميق..."

"وهذا الشعور القوي الذي يجب أن تفيض به النفوس وهذه اليقظة الروحية التي تدعو الناس إليها لابد أن يكون لها أثرها العملي في حياتهم....

ستعمل هذه اليقظة عملها في الفرد، فإذا به نموذج قائم لما يريده الإسلام من الأفراد.. إن الإسلام يريد في الفرد...

ولهذا نوجب على الأخ أن يتعبد بما أمره الله به ليرقى وجدانه.." من رسالة دعوتنا في طور جديد ص 235-236.

ونختم هذا التوضيح بأن اهتمام مرشد الدعوة ومؤسس الحركة وواضع أنظمة الفكرة كان بالجوانب الروحية التعبدية..وتكوين القلب الحي المتعلق بالله، فلقد كان رحمه الله يهتم ويوصي بضرورة غلبة الطابع الإيماني الرباني الروحي على اللقاء الأسبوعي.

فقال رحمه الله: " فلما كان من أوراد الإخوان المسلمين أن يجتمعوا ليلة في الأسبوع على تعارف وإخاء وذكر ودعاء أحببت أن أتقدم بهذه المذكرة الموجزة في فضل قيام الليل والدعاء والاستغفار وما ينحو هذا المنحى....

ولم أقصد بذلك الاستيعاب والحصر، ولكني إنما قصدت التذكير والتمثيل وما بين العبد ومولاه أدق من أن يُحصر في كتاب "

" يا أخي لعل أطيب المناجاة أن تخلو بربك والناس نيام، وقد سكن الليل كله وأرخى الليل سدوله وغابت نجومه، فتستحضر قلبك، وتتذكر ربك، وتتمثل ضعفك وعظمة مولاك، فتأمن بحضرته ويطمئن قلبك بذكره..وتفرح بفضله وتبكي من خشيته، وتشعر بمراقبته وتلح في الدعاء..وتجتهد في الاستغفار وتُفضي لحوائجك لمن لا يُعجزه شيء ولا يشغله شيء عن شيء....."

من أوراد المنتمين إلى الفكرة

ولقد كان من الأوراد التي يتبعها الإخوان ويحافظون عليها تزكية لنفوسهم، وتقربًا إلى ربهم، وزادًا يتزودان به في طريق دعوتهم، ورد الدعاء، وورد الرابطة، وورد المحاسبة.

أما ورد الدعاء: فأن يقول الأخ " أستغفر الله " مائة مرة "، اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم " مائة مرة "، لا إله إلا الله " مائة مرة، ثم الدعاء للدعوة والقائمين بها وللإخوان وللنفس والأهل بعد ذلك بما تيسر من الدعوات.

أما ورد الرابطة: فهو أن يتلو الأخ الآية الكريمة في تدبر كامل (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" ثم يتلو الدعاء المأثور) اللهم إن هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعائك فاغفر لي " ثم يستحضر صورة من يعرف من إخوانه في ذهنه، ويستشعر الصلة الروحية بينه وبين من لم يعرفه منهم، ثم يدعو لهم بمثل هذا الدعاء " اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك والتقت على طاعتك، وتوحدت على دعوتك وتعاهدت على نصرة شريعتك، فوثق الله رابطتها وأدم ودها، واهدها سبلها، واملأها بنورك الذي لا يخبو، واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك، وأحيها بمعرفتك، وأمتها على الشهادة في سبيلك، إنك نعم المولى ونعم النصير، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم "، ووقت الورد ساعة الغروب تمامًا من كل ليلة.

وأما ورد المحاسبة: فهو استعراض لأعمال اليوم ساعة النوم، فإن وجد الأخ خيرًا فليحمد الله، وإن وجد غير ذلك فليستغفر وليسأل ربه، ثم يجدد التوبة، وينام على أفضل العزائم.

واجبات:

وللفرد في الفكرة واجبات في يومه وفي أسبوعه وفي شهره ترفع من همته، وتزيد من إيمانه، وتقوي من صلته بمولاه، وتصله بالسماء، فيتعلق قلبه بخالقه وينقطع عمن سواه، ومن هذه الواجبات التي توصي بها فكرته:

الاستيقاظ في السحر، ودخول المسجد قبل الفجر والقعود فيه بانتظار صلاة الفجر في جماعة، وإذا انتهى إلى الصف يقول: اللهم آتني أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين.

أن يحرص على التهجد والوتر والإكثار من الذكر والدعاء والتضرع إلى الله.

أن يحرص على محاسبة النفس قبل النوم وحمد الله على الخير واستغفاره من الشر.

الاغتسال ليوم الجمعة وتحري ساعة الإجابة فيه، والإكثار من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم.

التعود على الصدقة مفروضها ومندوبها.

ويقول رحمه الله:"لا تستغرب أيها القارئ فما نفع القلب خير من خلوة يدخل بها ميدان فكرة، وما تزكت النفس بأفضل من ركعات خاشعات تجلو القلب وتقشع صدأ الذنوب، وتغسل درن العيوب، وتقذف في القلب نور الإيمان وتثلج الصدر ببرد اليقين" رسالة هل نحن قوم عمليون ص 74.