أعادت أحداث العنف الأخيرة في مدينة نيودلهي الهندية، إلى الأذهان المعاناة التي يعيشها أكبر عدد من المسلمين في بلد غير إسلامي، منذ إعلان الاحتلال البريطاني إنهاء وجوده في شبه الجزيرة الهندية، والذي نتج عنه، استقلال باكستان ذات الغالبية المسلمة.

ومنذ سيطرة الهندوس على الهند واعتبار مسلميها أقلية، تتعرض الأخيرة لهجمات عنف على خلفية دينية، راح ضحيتها آلاف القتلى على مدى سنوات.

وقتل في الأحداث الأخيرة العشرات من المسلمين، وحطم عدد من المساجد على يد "هندوس متطرفين".

وفيما يلي أبرز الهجمات والانتهاكات التي تعرض لها مسلمون، على يد الهندوس في الهند

هجمات كالكوتا

تسببت هجمات شنها متطرفون هندوس على أحياء للمسلمين في مدينة كالكوتا عام 1964 في مقتل قرابة 100 شخاص، وإصابة أكثر من 480 آخرين، فضلا عن 70 ألف معتقل.

وأسفرت الهجمات على نتائج أكثر فداحة على المسلمين، إذ فر 70 ألفا من مناطقهم، وتحولت مناطق المسلمين في المدينة إلى أشبه بكانتونات معزولة ومحاصرة.

مذبحة نيلي

وفي عام 1983 وقعت المذبحة في ولاية آسام، داخل قرية تسمى نيلي، وراح ضحيتها 1800 مسلم من أصول بنغالية، ينحدرون من قبائل لالونغ، والذين يطلق عليهم اسم "تيوا" أيضا.

ووصفت مراجع هندية المذبحة التى نفذتها حركة هندوسية بأنه "الأسوأ" منذ الحرب العالمية الثانية، في حينه.

 وكان معظم الضحايا من النساء والأطفال، الذين لم يتمكنوا من الفرار أمام هجمات المتطرفين الهندوس.

وكانت حركة آسام الهندوسية خلف المذبحة، من أجل وقف حركة الهجرة وفق مزاعمها، وحاولت شطب المهاجرين من سجلات الانتخابات في حينه وترحيلهم من البلاد، وكان هذه الحركة تحظى بدعم على نطاق واسع.

 

 

 

 

 

ومنذ تاريخ المذبحة قامت لجنة رسمية باسم "تيواري"، بصياغة تقرير حول المذبحة، لكنه بقي سريا حتى اليوم، ويقبع تحت حراسة مشددة لعدم نشره، ورغم محاولات الجبهة الديمقراطية المتحدة في آسام، لكشف تفاصيله وتوفير عدالة للضحايا، إلا أن حكومات الولاية ترفض حتى اليوم.

هجمات غوجارات

وما بين 1969-1989شهدت غوجارات الهندية هجمات لمتطرفين هندوس، على المسلمين في المنطقة وكانت الأولى عام 1969، وفقد فيها 630 شخصا حياتهم.

وفي عام 1970 شهدت بلدات هواندي وجالجون ومهاد أعمال حرق وتخريب لممتلكات المسلمين، وفي العام 1980 سقط في مدينة مراد آباد 2500 شخص قتلى، رغم الإعلان الرسمي أنهم 400، ووجهت اتهامات للشرطة بالتخطيط للهجمات ضد المسلمين.

وفي عام 1989، قتل أكثر من ألف شخص في بهالجالبور، بسبب عمليات استعراض القوة التي قام بها نشطاء من حركة "في أتش بي" الهندوسية، لتخويف الأقليات المسلمة.

مذبحة هاشيم بورا

وشهدت منطقة هاشيم بورا موهالا، التابعة لمدينة ميروت بولاية أوتار براديش، عام 1987 مذبحة بحق 42 شابا مسلما.

ووقف وراء المذبحة 19 فردا من الشرطة المحلية، بعد أن جمعوا 42 شابا، ونقلوهم عبر شاحنة إلى ضاحية غازي آباد، وأطلقوا عليهم النار، وألقهم جثثهم في قنوات تصريف المياه، ليعثر على جثثهم بعد أيام قليلة عائمة في القنوات

وأثيرت القضية مجددا عام 2000، بعد استسلام 16 عنصرا من المنفذين للمذبحة، وإطلاق سراحهم لاحقا بكفالة، في حين مات منهم 3 ونقلت المحكمة العليا الهندية القضية التي كانت معلقة، من محكمة غازي أباد إلى مجمع المحاكم في دلهي، وتعد إحدى أقدم القضايا المعلقة في الهند.

هجوم مسجد بابري

تعد حادثة مسجد بابري التاريخي في بومباي، عام 1992 واحدة من أشهر حوادث الاضطهاد الديني ضد المسلمين في الهند، بعد الهجوم الذي شنه القوميون الهندوس على مسجد بابري في أيوديا، والذي انتهى بناؤه عام 1527 بأمر من الإمبراطور المغولي ظهير الدين بابر، ويزعم الهندوس أن موقع البناء كان لمعبد "الإله راما" المقدس لديهم.

وراح ضحية هجوم بابري، أكثر من 900 قتيل، فضلا عن تحطيم وحرق آلاف الممتلكات للمسلمين، وجرح 2036 شخصا، ولم تقف الأمور عند هذا الحد بل حصلت موجة نزوح داخلية للمسلمين إلى مناطق أخرى، نتيجة الاستيلاء على مناطقهم وخوفا على حياتهم.

ووجهت اتهامات لزعيم جماعة هندوسية يقودها شخص يدعى بال ثاكيراي، ويدعى شيفسينا، فضلا عن اتهامات للأمن والاستخبارات، بأنهم كانوا يملكون معلومات عن قدرة الجماعة على تنفيذ تهديداتها بتدمير المسجد، وتقاعسها عن مواجهتها.

مذابح غوجارات

وفي عام 2002 تجدد المذابح مرة ثانية بعد اتهام متطرفين هندوس، المسلمين بإحراق قطار لهم مليء بالركاب، ما دفعهم إلى شن هجمات عنيفة على الأقلية المسلمة في المنطقة.

وبدأت الهجمات من طرف المتطرفين الهندوس على قرية شامانبورا، التابعة لأحد آباد، وقاموا بحرق معظم منازل القرية بساكنيها، فضلا عن عمليات اغتصاب وحرق للفتيات وهن حيّات.

وأحصي عدد من أحرقوا أحياء بنحو 35 ضحية، ومن بينهم عضو البرلمان الممثل عن حزب المؤتمر الوطني الهندي إحسان جفري، واعتبر في عداد المفقودين بعدها، لكنهم صنفوا ضمن الضحايا الموتى بعدها بسنوات، لتسجل المذبحة 69 ضحية رسميا.

ومن بين من اتهموا الجماعات الهندوسية المتطرفة بالوقوف وراء مذابح غوجارات، الفنانة الهندية مليكة سارابهاي، والتي وجهت أصابع الاتهام إلى حزب بهاراتيا جاناتا، والذي كان يتزعمه في حينه رئيس الوزراء الحالي ناريندرا مودي، والذي شغل منصب حاكم الولاية خلال فترة المذبحة.

وفي تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش، اتهمت حكومة ولاية غوجارات بالوقوف وراء ما جرى عام 2002، ورغم ذلك برأت محكمة هندية مودي عام 2012 من المسؤولية عن المذابح. وهو ما أثار ردود فعل غاضبة للمسلمين ولذوي الضحايا، وقالت "رايتس ووتش" إن عددا من الهندوس والقبائل في تلك المناطق كان لهم دور إيجابي في حماية المسلمين من العنف.

أحداث مظفرناغار

وفي عام 2013 قتل 62 شخصا غالبيتهم من المسلمين، وشرد أكثر من 50 ألف شخص، بعد الهجمات التي مات قام بها متطرفون هندوس في ولاية أوتاربراديش

هجمات نيودلهي

ومنذ أيام احتشدت جماعات هندوسية متطرفة بغطاء رسمي في جعفر آباد بنيودلهي، ضد المسلمين الرافضين لقانون الجنسية، والذي يستهدف المسلمين ويلغي مواطنتهم، وهاجموا أحياء كاملة وسط إطلاق الرصاص الحي وحرق المنازل والمساجد.

ورغم الهجوم العنيف على أحياء المسلمين، إلا أن الشرطة لم تتدخل، واكتفت بالمشاهدة، وتناقلت وكالات أنباء هندية لقطة مصورة، لأحد العناصر الهندوسية المتطرفة وهو يشهر السلاح على أحد عناصر الشرطة الذين حاولوا منعه من إطلاق النار على الأحياء، ما اضطر الأخير للانسحاب.

وراح ضحية الهجمات أكثر من 40 قتيلا فضلا عن مئات الجرحى ومئات المنازل التي تعرضت للحرق، فيما شهدت الأحياء نزوحا من سكانها تجاه قرى بعيدة خوفا على حياتهم.

وتقف حكومة ناريندرا مودي، الذي كان متهما بأحداث غوجارات، وراء قانون الجنسية، ضمن أجندتها القومية الهندوسية في البلاد.