يبدو أن مأساة الطفل المقدسي مالك عيسى (8 أعوام) الذي فقأ الاحتلال عينه، كانت الشرارة التي حركت المجتمع الدولي لإغاثة أطفال القدس المحتلة، حيث انطلقت حملة "أغيثوا طفولتهم" في الأول من مارس الحالي، لتستمر حتى الثامن من ذات الشهر، تزامنا مع يوم المرأة العالمي.
 
وتبرر الناطقة باسم الحملة ومنسقتها في لبنان، ختام الحاج شحادة تزامنها مع يوم المرأة، بأن الطفل المقدسي المضطهد تتألم معه أمه التي يضطهدها الاحتلال أيضا.
 
وتضيف ختام للجزيرة نت أن حملة "أغيثوا طفولتهم" انبثقت عن منصة "كلنا مريم" التي انطلقت بداية العام الماضي 2019 لنصرة المرأة المقدسية وكشف انتهاكات الاحتلال بحقها.

وبهدف إنجاح الحملة الحديثة، تضافرت الجهود الإلكترونية والميدانية في أكثر من عشرين دولة، حيث أُعدت مادة توعوية بالعربية والإنجليزية والتركية والإندونيسية، وكان وسم #أغيثوا_طفولتهم و#Relief_their_childhood و#çocukluklarını_geriverin متصدرا الحملة على منصات فيسبوك وتويتر وإنستجرام.

وتؤكد ختام أن الحملة ترصد وتوثق قصصا لأطفال تعرضوا لانتهاكات كبيرة، أبرزها الاعتقالات والحبس المنزلي والتغريم المالي، إضافة إلى بتر أطرافهم واقتحام منازل ذويهم ليلا، وزجّهم في زنازين مظلمة باردة مع القتلة الجنائيين، مشيرة إلى أنهم يتعرضون للحرمان من حقوقهم الإنسانية كالتعليم والأمان والحياة الكريمة.

تحركات ميدانية

وستتضمن الحملة في أيامها الثمانية ندوات ومهرجانات ومؤتمرات ووقفات احتجاجية، إضافة إلى مؤتمر ختامي في نهاية مارس/آذار الجاري يضم أعضاء ونشطاء ومهتمين بالحملة ومنصة "كلنا مريم".

ومن تركيا الحاضنة الأولى لمنصة "كلنا مريم" وحملة "أغيثوا طفولتهم"، توضح منسقة الحملة عائشة غول بايجي للجزيرة نت أن ثمانين جمعية تركية مشاركة في الحملة ستقيم مسيرة في إسطنبول.

وتضيف أن كشافة القدس المرخصة من قبل الفدرالية التركية للكشافة العالمية ستشارك في التظاهرة، مع ندوات توعوية وفعاليات بأنقرة ومدن أخرى تركية.

وستشمل الفعاليات الميدانية فلسطين والأردن ولبنان والكويت والسودان وتونس والجزائر والمغرب وليبيا، إلى جانب مشاركة نشطاء وكتاب قطريين في الحملة الإعلامية. وستنظم المدارس العربية في ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وسويسرا وفرنسا ندوات توعوية حول وضع أطفال القدس.

وفي آخر أيام الحملة (الثامن من الشهر الجاري) سيبدأ التغريد الإلكتروني بكثافة على الوسم المتفق في تمام الساعة التاسعة بتوقيت القدس، للوصول إلى "ترند" محلي في الدول المشاركة وعالمي للفت النظر إلى قضية الحملة.

تضامن كسر حاجز اللغة

ولم يمنع حاجز اللغة أن تكون تركيا الحاضنة الأولى للحملة، ولا أن تمتد الحملة إلى إندونيسيا وباكستان وماليزيا والبوسنة، حيث شاركت أكثر من 31 مؤسسة إندونيسية فيها، إلى جانب مؤتمر في العاصمة جاكرتا لمدة يومين.
 
وتبيّن منسقة الحملة في إندونيسيا ميمون هيراواتي للجزيرة نت أن الإندونيسيين تفاعلوا بشكل لافت مع الحملة، وهي ليست المرة الأولى التي يعبرون فيها عن حبهم وتضامنهم مع القدس والقضية الفلسطينية، وليس بعيدا خرج خمسة ملايين إندونيسي إلى الشوارع عام 2017 رفضا لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.

وعن عالمية الحملة، تؤكد منسقة المكتب الدولي لمنصة "كلنا مريم" سندس بوكميل، أن المنصة سميت باسم مريم لتجمع بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، لأنها تستهدف المرأة المقدسية بغض النظر عن دينها، وكذلك طفلها كما في حملة "أغيثوا طفولتهم"، مضيفة أن نشطاء وإعلاميين أوروبيين غير مسلمين تفاعلوا مع الحملة بشكل لافت.

يذكر أن عام 2019 المنصرم شهد اعتقال الاحتلال الإسرائيلي لنحو 900 طفل فلسطيني، بينهم 84 طفلا دون 12 عاما، كما حدث مع الطفل قيس عبيد (6 أعوام) الذي استدعاه الاحتلال للتحقيق معه. إضافة إلى 120 قرار حبس منزلي، و19 قرار إبعاد، 21 منها بتهمة النشر على فيسبوك.

كما شهد العام الماضي استشهاد الطفل نسيم أبو رومي (14 عاما)، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال الصهيوني النار عليه عند باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك.