كشفت "اليوتيوبر" الصينية المسلمة عائشة أوضاع المسلمين في الصين في ظل انتشار فيروس كورونا وزيادة عدد الوفيات والإصابات يوميا.

وقال عائشة في فيديو لها على قناتها "عائشة الصينية" (Ayisha Elseenya): إن كثيرين يسألونها عن أحوال المسلمين الصينيين في ظل انتشار فيروس كورونا، الحمد لله، نحن بخير؛ لأن معظم المسلمين الصينيين يسكنون في شمال غرب الصين، وليس هناك كثير من الإصابات، والوضع هناك جيد.

وأضافت أنها ستعرض روح المسلمين الصينيين وجهود المسلمين الصينيين في مكافحة الأوبئة.

وعرضت عائشة بعض الفيديوهات التي تُظهر جهود المسلمين الصينيين في مساعدة الناس وتقديم الوجبات لهم - مجانًا - في ظل انتشار وباء "كورونا".

وقالت الناشطة، في الفيديو الذي حقق أكثر من 3 ملايين مشاهدة: إن المسلمين اختاروا شيئًا أهم من الربح والمصلحة، اختاروا الشجاعة والجرأة والمسئولية والكرم، اختاروا الضمير والأخلاق والإنسانية أمام الخوف والخطر، كم أنتم رائعون بقلوبكم الطيبة وبمساندتكم يا إخواني المسلمين، وأضافت أن المسلم يفعل الخير الكثير.

 

وفي سياق مواز تداول نشطاء فيديو لمسلمين يقومون بتوزيع وجبات على العمال في الصين

 

وكان الناشط الإيجوري ورئيس حركة الجيل الجديد لتركستان الشرقية، الدكتور عبد السلام تكليماكان، كشف عن تسجيل إصابات في المناطق التي تنشر فيها الصين معسكرات اعتقال لسكان "تركستان الشرقية".

وأوضح تكليماكان أن الصين تحتجز الملايين في معسكرات الاعتقال، التي تطلق عليها "مراكز إعادة التأهيل"، في تركستان الشرقية (إقليم شينغيانغ وفق التسمية الصينية)، "ووصول كورونا إلى المعتقلين، يعني أن الملايين معرضون لخطر الموت، ونحن أمام كارثة كبيرة، بغض النظر عن عرقيات المعتقلين وأديانهم فهم بشر في نهاية المطاف".

وقال تكليماكان: إن الإحصائيات الدولية والحقوقية تتحدث عن اعتقال قرابة 3 ملايين إنسان في تركستان الشرقية، وهناك تقييد لحركة غير المعتقلين وفرض شروط صارمة على تعاملاتهم اليومية، وزادت هذه الإجراءات تشديدا بعد انتشار الفيروس.

وأشار إلى شهادات وصلتهم عن تعرض سكان "تركستان الشرقية" إلى إهمال غذائي وصحي مع انتشار الفيروس، وفرض حظر تجول، تمنع العائلات من خلاله من الخروج للحصول على أبسط المستلزمات الغذائية من الأسواق.

ولفت تكليماكان إلى أن الرعاية الصحية "لم تكن الحكومة الصينية توفرها في السابق لسكان المنطقة، ومع انتشار الفيروس، باتت الأوضاع أكثر صعوبة، ومن يصاب بالعدوى فإن مصيره الإهمال والموت"، وفق وصفه.

وأضاف: "الصين تعامل التركستانيين على أنهم بضائع، بحيث يمكنهم الحصول على العلاج، إذا كانوا يمتلكون المال لشرائه، وإذا لم يمتلكوه فليس من حقهم الحصول عليه، وهذا الأمر منذ سبعين عاما"، متسائلا: "فكيف اليوم والفيروس ينتشر في الصين؟".

وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، قالت في مقال للكاتب جوش روجين: إن "القسوة والبلطجة التي تمارسها الصين، بحق ملايين الأويغوريين والعرقيات الأخرى، والقمع الشديد الذي يتعرضون له، يزيد من آلامهم مع انتشار فيروس كورونا".

وأوضح في مقال أن معسكرات الاعتقال الصينية، "تعد بيئة خصبة للأمراض المعدية، بسبب الزنازين الضيقة، ونقص الرعاية الطبية، وظروف الاعتقال القاسية عموما".

هذه المعسكرات معرضة بشكل خاص للأمراض المعدية بسبب الخلايا الضيقة ونقص الموارد الطبية والظروف القاسية عمومًا.

ونقل الكاتب عن نشطاء إيجوريين، شهادات تكشف كيف أن رد فعل السلطات الصينية تجاه انتشار الفيروس، في مناطقهم، "يثير الرعب والذعر، خارج معسكرات الاعتقال، فضلا عن إجبار الإيجوريين على العودة للمصانع التي أغلقت بسبب الفيروس" والتي يعملون فيها بظروف قاسية وأقرب للسخرة.

وقال مشروع الإيجور لحقوق الإنسان، ومقره واشنطن إن السكان الموجودين في تركستان الشرقية: "أُمروا بالبقاء داخل منازلهم" لافتا إلى أنهم يتضورون جوعا لأنهم لا يستطيعون الحصول على الغذاء والإمدادات الكافية".

وفي فبراير الماضي، أظهرت وثيقة مهمة أن السلطات الصينية قامت بإضهاد مئات الآلاف من المسلمين الإيجور, بسبب ممارسات عادية مرتبطة بمعتقدات دينية تقليدية.

وتدوّن الوثيقة المؤلفة من 137 صفحة بيانات حول أوقات صلاتهم، وشكل ملابسهم، ومع مَن يتواصلون، بالإضافة إلى معلومات عن سلوك أفراد عائلاتهم.

ويعتقد أن هذه الوثيقة أتاحها مصدر من شينجيانج، كان قد سرب من قبل مجموعة من الموّاد البالغة الحساسية العام الماضي.

وأكد أدريان زينز، وهو أحد أهمّ الخبراء في السياسات الصينية بإقليم شينجيانج صحّة الوثيقة الجديدة، قائلاً: "هذه هو أقوى دليل على أن الصين تضطهد وتعاقب البعض بسبب ممارسات عادية مرتبطة بمعتقدات دينية تقليدية".

وتضم الوثيقة الجديدة تفاصيل تحقيقات حول 311 فردا، كاشفة خلفياتهم وتقاليدهم الدينية، وعلاقاتهم بمئات من أقاربهم وأصدقائهم وجيرانهم.

ويُذكر فيها هل يتعين بقاء بعض الأشخاص في مراكز التأهيل، أم يُفضل الإفراج عنهم، ومَن ينصح بعودتهم بعد خروجهم من المراكز.