أعلنت مقررة الأمم المتحدة المعنية بجرائم الإعدام خارج نطاق القانون، أنييس كالامار، أن عفو أبناء الصحفي السعودي جمال خاشقجي عن قتلة أبيهم المشتبه بهم "صادم"، مشبهة الأمر بـ"مهزلة".

وكان صلاح خاشقجي، نجل جمال خاشقجي، قد نشر بيانا على حسابه على "تويتر"، فجر الجمعة، جاء فيه "نعلن نحن أبناء الشهيد جمال خاشقجي أننا عفونا عمن قتل والدنا"، وأضاف أن قرار العائلة يستند إلى آية قرآنية تشجع على العفو.

salah khashoggi@salahkhashoggi

 

عرض الصورة على تويتر

٥٦٫٢ ألف

١:٣١ ص - ٢٢ مايو ٢٠٢٠

المعلومات والخصوصية لإعلانات تويتر

٧٥٫٤ ألف من الأشخاص يتحدثون عن ذلك

وأضافت كالامار، التي تحقق في الإعدامات التعسفية وحققت في قضية اغتيال خاشقجي على أيدي سعوديين في إسطنبول: "رغم أنه صادم، فإن الإعلان أن عائلة الصحفي السعودي جمال خاشقجي عفت عن القتلة، كان متوقعا".

وقالت كالامار في حديث للجزيرة مباشر: "عفو أبناء خاشقجي عن القتلة ليس مفاجئا، وجزء من التضليل الذي تمارسه السعودية ضد المجتمع الدول". 

وأضافت كالامار: "كنا نتوقع أن تضغط السلطات السعودية على أسرة خاشقجي بحثًا عن مخرج للقتلة، وما حدث اليوم جزء من التضليل الذي تمارسه السلطات السعودية تجاه المجتمع الدولي".

واستطردت المقررة الأممية: "يمكننا القول إن هناك مسؤولية لمحمد بن سلمان في قضية مقتل خاشقجي. استنتاجي أن محمد بن سلمان متورط بصفة مباشرة في اغتيال خاشقجي ، وإن كان لا يمكنني التأكيد إن كان هو من أعطى الأمر مباشرة أم لا".  

وقالت كالامار: "ليس لدي الأدلة الكافية التي تمتلكها السلطات الأمريكية بشأن قضية خاشقجي، والكونغرس الأمريكي لا يزال يضغط للإفراج عن هذه الأدلة".

وعن قتل خاشقجي، قالت كالامار "إنها جريمة دولة خططت لها السعودية، ونفذها مسؤولون من أعلى المستويات في السلطة".

واستأنفت كالامار حديثها للجزيرة مباشر: "لا يجب أن يكون منظورنا للعدالة في قضية خاشقجي رهينة للسلطات السعودية، ويجب عدم مكافأة السعودية على انتهاكاتها لحقوق الإنسان، كما لا يمكن أن التعويل على السعودية في تحقيق العدالة في قضية خاشقجي".

وقالت إن "السلطات السعودية تراهن على ما تأمل أن يكون الفصل الأخير في سياق مهزلتها القضائية أمام مجتمع دولي مستعد أكثر من اللازم لأن ينخدع"، معتبرة أن عفو أبناء خاشقجي "فصل" جديد في "المهزلة".

ودعت كالامار -مجددًا- الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إلى "التحرك" وفتح "تحقيق استقصائي" يتمحور حول "التسلسل القيادي والمسؤوليات الفردية المتصلة، بما فيها أعلى مستويات الدولة".   

وحسب محللين فإن "عفو" أبناء خاشقجي عن قتلة والدهم، يمثل خطوة من شأنها السماح للمتهمين بالإفلات من عقوبة الإعدام، ولم تعلق السلطات السعودية على إعلان صلاح خاشقجي الذي يعيش في السعودية.

وقتل خاشقجي، الذي كان مقربا من السلطات السعودية، قبل أن يتحول إلى معارض، في الثاني من أكتوبر 2018، بعد وصوله إلى قنصلية بلاده في إسطنبول لإتمام معاملة.

وبعد محاكمة بدأت في ديسمبر2019، حكم على خمسة أشخاص بالإعدام، وبالسجن على ثلاثة آخرين، وشملت المحاكمة 11 شخصا بالمجمل، وقررت الإفراج عن نائب رئيس الاستخبارات السابق أحمد العسيري وعدم توجيه اتهام لسعود القحطاني، المستشار المقرب من ولي العهد.    

وفي نهاية يونيو 2019، أكدت الخبيرة الفرنسية أنّها جمعت ما يكفي من "الأدلة الموثوقة" التي تتيح فتح تحقيق دولي في قضية خاشقجي، وذلك بهدف تحديد مسؤوليات أرفع الشخصيات السعودية ضلوعًا في هذه الجريمة، بمن فيهم ولي العهد محمد بن سلمان، وطلبت إلى الأمين العام للأمم المتحدة إطلاق هذه المحاكمة. 

ورد المتحدث باسم غوتيريش بأن الأمين العام لا يملك صلاحية لذلك، ويتوجب أن تقدّم دولة عضو واحدة على الأقل طلبًا في هذا الشأن، وطلبت كالامار من محاكم في دول على غرار تركيا والولايات المتحدة (حيث كان خاشقجي يعمل ويقيم) النظر في القضية.