"لا تربية بلا عقاب وثواب أحدهما فقط" قاعدتنان أساسيتان لتربية معتدلة، إذ أكد علماء النفس على ضرورة وضع قوانين وتدريب الأولاد على احترامها وشرح أهميتها بأقل كلمات؛ فكثرة الكلام يشتت الانتباه ويقلل الاهتمام بالتنفيذ.

ولفت خبراء إلى أن عقاب الأولاد على أخطائهم؛ فإننا نُعدهم لمواجهة الحياة بواقعية وبصلابة وبوعي أنه لا خطأ سيمر بلا دفع للثمن، ونعلمهم التحكم بالنفس والتفكير بتمهل قبل التصرف لمنع الندم؛ ونعلمهم الحدود التي يجب التزامهم بها بأقوالهم وتصرفاتهم، كما نعلمهم المشي والانتباه لخطواتهم حتى لا يصابوا بأذى، ولكن العقاب له مهارات ويختلف حسب عمر الطفل، محذرين من أن العقاب الخطأ يضر الأولاد مثله مثل تأجيل العقاب؛ فيجب المسارعة به، أو عدم توضيح الخطأ أو تجاهله عندما نكون بمزاج لطيف ولا نريد تعكيره بالعقاب، أو عقاب أحد الأبناء على خطأ وتجاهل عقاب ابن آخر على نفس الخطأ؛ لأننا نفضله، أو بسبب مرضه، أو لأننا عاقبناه على أخطاء أخرى مؤخراً؛ فذلك يفسد العقاب ويقدمنا للأبناء كأهل غير عادلين ويضر بعلاقتنا بهم، ويدفعهم للمزيد من الأخطاء واستقبال العقاب بلا مبالاة وأحياناً بتحدٍّ فج.

وقدم الخبراء مجموعة من القواعد والنصائح لتعلم مهارات العقاب وهي:

أن يتناسب العقاب مع طبيعة شخصية الطفل؛ فحتى التوءمان تختلف شخصيتاهما.

 لا ينصح بالضرب إلا عند تعمد ارتكاب الأخطاء الفادحة وبأضيق نطاق

يمكن عقاب الطفل بوضعه بحجرته والنور مضاء والباب مفتوح وإلزامه بالبقاء بها بلا لعب لبعض الوقت وفقاً للخطأ، ويمكن خصامه، لكن لا تبالغ بالخصام حتى لا يعتاده الأبناء.

ويمكن الامتناع عما يحبه من حكايات أو ما شابه، ونرفض المنع من الحلوى، حتى لا يزيد إقبال الأطفال عليها بعد انتهاء العقاب، ولا الثواب بالحلوى؛ حتى لا يربط بينها وبين المتعة مما يعرضه للسمنة ولأخطاء التغذية، ويمكن حرمانه من التنزه أو الحديث أو الذهاب لأصحابه.

ولنتجنب المبالغة بالعقاب؛ فالعنف يولّد العناد، والعقاب البسيط يجعل الطفل يستخف بالخطأ، ونفضل عقاب الأم للأبناء –عند غياب والدهم- ولا تقُل لهم: سيعاقبكم والدكم عندما يأتي للمنزل؛ فهذا يقلل من دورها كأُم ويحصر الأب بدور العقاب، وكأن الأمر يحتاج لقوة لا تمتلكها الأم، وهذا خطأ.

يجب توضيح خطأ الابن بهدوء وبأقل كلمات، فالصراخ والكلام الكثير يشتتان ذهن الابن، ونرفض كلمات مثل: هل يعجبك اضطراري لعقابك؟ فسيفهم الابن أن الأب والأم لديهما مشكلة بعقابه وسيتساويان بالضيق من العقاب، وهذا خطأ، فلا بد أن يشعر الطفل أنه وحده من يدفع ثمن فعلته.

والأسوأ مصالحة أحد الوالدين الابن المعاقَب وتعويضه عاطفياً أو مادياً من دون علم الطرف الآخر؛ فسيفهم الابن أن الطرف الآخر ظالم أو سيئ، وهذا خطأ بشع.

إذا أخطأ أحد الوالدين أو تعامل بقسوة مع الأبناء فليتجنب الطرف الآخر الحديث عن ذلك أمامهم، وينفرد به ليخبره بذلك

تجنب النظر لوجه ابنك عندما تعاقبه؛ فسيحاول التأثير عليك بالاستجداء، وربما كانت نظراته بها تحدٍّ ليثير غضبك، ولا تتصرف أبداً كرد فعل لما يفعله ابنك عند سماعه العقاب.

لا تبالغ بالحرمان المادي وتجاهل إلحاحه لإنهاء العقاب ولا تضعف نفسك؛ فتراجعك ولو لمرة سيدفعه للاستهانة بالعقاب، وسيكرره وهو يعرف أنك ستخضع لإلحاحه.

لا تهنه بالسخرية منه، ولا تصفه بالفعل الذي ارتكبه، ووضّح كيف يتجنبه.

لا تقارنه بأقرانه ولا بإخوته الذين لا يرتكبون خطأه، وقل له: إنه أفضل من أن يرتكبه ويستطيع ذلك، ولا تذكره بأخطائه السابقة.

استمع إليه قبل العقاب، وإذا كذب أو حاول خداعك؛ فضاعف له العقاب بسبب ذلك حتى لا يعتاد الهروب من تحمل المسؤولية عن أفعاله.

عند تعمد تكرار الخطأ غلّظ العقوبة، ولا تعاقبه أمام أحد حتى ولو إخوته، وإذا أخطأ أمام الناس انفرد به وأخبره بعقابك، ولا تؤجل ذلك؛ فيتمادى وهو بمأمن من العقاب.

لا تعاقبه بالشتم فستعلمه السب، ولا تشهر به بعد العقاب.

لا تعاقب نفسك أو الأسرة بعد عقابه؛ حتى لا تشيع النكد بالبيت، وتعامل بصورة طبيعية، ولا تبالغ بالمرح؛ فيبدو وكأنك تغيظ المخطئ، وكن عادياً، وتذكر الإلحاح بالدعاء لله سبحانه بالهداية لأولادك ولأولاد المسلمين بكل زمان ومكان.