ظهر قائد الانقلاب في الندوة التثقيفية لعسكر كامب ديفيد، قبل أيام، ومن خلفة قيادات العسكر، وتأتى ندوة العسكر، بعد الحراك الذى قض مضجع قائد الانقلاب، لإقناعنا بأنه مسيطر على الأوضاع، وعلى العسكر، وعلى جميع القيادات.
وحاول الكذاب الأشر أن يُلقى بمسئولية الفشل والخراب الذى حل بالبلد، على ثورة 25 يناير2011، باعتبار أنها السبب في "تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والخدمية بما سببته من عدم استقرار".
فقد أصبحت ثورة يناير، شماعة قائد الانقلاب، التى يعلق عليها فشله، كما استخدم شماعة الإخوان من قبل، في التبرير لكل فشل وفساد، يقوم به هو عصابته، حتى ولو كانت الزيادة السكانية وسرقة كأس إفريقيا، أو ثريات مسجد الحسين الأثرية.

وعلى فرض صحة ماذهب إليه الجنرال الأخرق، فهل أحداث ثورة يناير في عامى 2011 و2012، تتحمل مسئولية التدهور الاجتماعي والاقتصادي الذي تعانى منه البلاد اليوم؟ وإلا فمادور النظام الانقلابى المتحكم في كل مفاصل الدولة؟ ولماذا لم يقدم حلولاً ناجعة لإنقاذ البلاد من الفوضى التى تسببت فيها ثورة يناير على حد زعمه؟
وعند حديثه عن الوضع المالى قال إن "الغطاء النقدي الخاص بمصر استُهلك في حرب اليمن عام 1962"، والحرب هذه من الذى ورطنا فيها، وما المصلحة جنيناها من ورائها؟ اللهم إلا مقتل أكثر من 30 ألف جندى ذبحوا فى اليمن كالخراف!!

وإذا كان الزعيم الخالد، قضى على الغطاء النقدى في عام 1962، فقائد الانقلاب أجهز على البقية الباقية، في مشروع فنكوش -ترعة قناة السويس-، والتى ليس لها أى لازمة، باعتراف قائد الانقلاب نفسه، الذى قال: إن مشروع قناة السويس كان بهدف رفع الروح المعنوية للشعب المصري!!
مشروعات تمت بلا دراسات جدوى فنية واقتصادية تحدد بدقة تكلفة المشروع الاستثمارية والمالية وإيراداته المتوقعة ومصروفاته والأرباح المتوقعة منه.

وحاول قائد الانقلاب أن يلبس لباس الدين قائلاً: والله لأحاجي الكل يوم القيامة على إللي بنعمله والصعوبات اللي بتقابلنا هي إنهم عايزين يوقعوا الدولة.
وأنه لن يقبل بالتسامح مع من يريد هدم مصر وزعزعة استقرارها، لا يمكن المصالحة مع من أراد تشريد شعب مصر.

ببساطة شديدة المصالحة، لاتكون مع قاتل سفك الدماء وهتك الأعراض وانتهك الحقوق والحريات، إنما المصالحة تكون بين أفراد الشعب، الذى فرقه النظام، ليتسنى له الانتقام من الجميع بعد ذلك، كما هو مشاهد اليوم.

والسؤال هنا من الذى فرق الشعب، إلى شعبين، ومن الذى حرض على القتل وسفك الدماء من خلال أرجوزات فضائيات الانقلاب؟.
حتى أحد المغنواتية قال في أغنيته:"احنا شعب وانتو شعب".

وزعم الجنرال كذباً، أنه سأل الاخوان عن رؤيتهم لعلاج مشاكل الصحة والتعليم والاسكان والاقتصاد قبل الانتخابات الرئاسية ولَم يجد عندهم رداً، قائلا كذبا وزوراً: ‏ "سألتهم عن طريقة حل المشاكل، والله ما لقيت إجابة".
وهذا غير صحيح بالكلية فقد كان مشروع النهضة، برنامج الرئيس مرسى في الانتخابات الرئاسية مبهراً باعتراف الخبراء.
والطريف أن قائد الانقلاب حينما سئل عن برنامجه الانتخابى، عندما كان مرشحاً عام 2014بعد الانقلاب قال: مافيش برنامج!!

دعك من الإخوان، ومن برامجهم، أنت منذ سبع سنوات ماذا قدمت للشعب، سوى الخراب والدمار، وإفقار الشعب، وبيع الأرض والتفريط في حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، والتنازل عن ثروات ومقدرات الشعب، وازدياد حجم الدين الداخلى والخارجى بصورة غير مسبوقة، هذه حصيلة سبع سنوات من الفشل؟!!
وإذا كان يُفهم من حديث الجنرال، أنه يقصد عدم التصالح مع الإخوان، فماذا عن بقية المعارضة، التى ساندت الانقلاب ودعمته ورحبت به، ألا يقبعون اليوم، فى السجون والمعتقلات، جنباً إلى جنب بجوار الإخوان ؟!!

ولنفترض جدلاً أن المشكلة فقط مع الإخوان، كما يزعم الكذاب الأشر،  فلماذا تم زج بالفريق "سامى عنان" في السجن وتغييب "أحمد شفيق" عن المشهد،  والحكم بالسجن على العقيد "أحمد قنصوة" ست سنوات.
لماذا لم يتصالح مع هؤلاء، وهم أبناء المؤسسة العسكرية وهو ما يؤكد كذب ومزاعم قائد الانقلاب!!

هذه التصريحات تبين أن النظام مأزوم بشكل كبير، وعلى مايبدو أنه يوجه رسائل لجهة ما طرحت فكرة التهدئة والمصالحة مع الإخوان، لوضع حد للوضع المأساوى الذى تعيشه البلاد.

وحاول قائد الانقلاب الهروب إلى الأمام، بحصر المعركة في صورة صراع بين الاخوان والنظام، في حين أن المعركة بين النظام والشعب. لأن كل فئات الشعب تضررت من سياسات النظام الفاشلة، بدءًا من المشاريع الفنكوشية وبيع الوهم للشعب، وزيادة الأسعار وسيطرة العسكر على اقتصاديات البلاد!!

وكم قدم قائد الانقلاب، من الوعود الكاذبة بالرخاء والإصلاح وحل المشكلات، ومع ذلك يقول: "أنا مش ببيع الوهم ولا بضحك على الناس".
فعلى سبيل المثال لا الحصر، قال قائد الانقلاب:
عام 2014: اصبروا سنة
و2015: اصبروا 6 شهور
و2016: اصبروا معايا كمان 6 شهور
و2017: 6 شهور بس
في 30-6-2020 "دولة تانية
والحمد أصبحت بعد كل هذه الوعود باعتراف الجنرال نفسه أنها شبه دولة!!

ويقول إن عدم التنمية، سببه عدم الاستقرار السياسي. والسؤال من الذى منع عنك الاستقرار، وأنت منذ سبع سنوات تسيطر على كافة مفاصل وأجهزة الدولة؟!!
فلا عجب، من كذب وخداع ومزاعم بلحة، صاحب معجزة "الحكاية كانت كده واحنا كنا كدة وبالرغم من كدا عملنا كده ودي المعجزة"!