قال المفتي سعيد إسماعيلوف مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا إن الإساءة لمشاعر للدينية وقول أي شيء يجول في الخاطر ليس حرية تعبير، مضيفا، "كمسلمين لا نعارض رسم سيدنا محمد فقط، بل رسم كافة الأنبياء". وأشار إلى أن "العولمة تفرض علينا مراعاة الحساسيات الدينية عند الإدلاء بأي تصريحات".

واستنكر مفتي مسلمي أوكرانيا، سعيد إسماعيلوف في تصريح صحفية، تصريحات الرئيس الفرنسي سيء الذكر إيمانويل ماكرون المسيئة للإسلام وتأييده للرسوم المسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام. وقال: إن "فرنسا دولة علمانية، وتتبنى نظرة "تحتقر الدين" منذ الثورة الفرنسية.

وأضاف "الإساءة للمشاعر الدينية للناس، والإهانة، وقول أي شيء يجول في الخاطر ليس حرية تعبير". مشدد ا على إدانة "جريمة القتل التي جرت لمدرس عرض رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي، والتطرف"، لافتا إلى أن تصريحات ماكرون أغضبت كافة المسلمين حول العالم.

وأكد أن على فرنسا والجميع إدراك أن الإساءة لمقدسات المسلمين أو المسيحيين وأي فئة دينية أخرى، يسمعها العالم فورا، ولذلك فإن العولمة تفرض علينا التحلي بمسئولية أكبر، ومراعاة الحساسيات الدينية عند الإدلاء بأي تصريحات".

نائبة فرنسية تدعو لعدم كراهية المسلمين
وانتقدت نائبة فرنسية في الاتحاد الأوروبي في مقال نشرته عبر موقع "ميديا بارت" الفرنسي تنامي مشاعر الكراهية والعداء ضد المسلمين منذ حادثة قتل مدرس فرنسي الأسبوع الماضي على يد مهاجر شيشاني شاب، وقالت إن البعض استغل تلك الحادثة لاستهداف مبادئ الديمقراطية وتقسيم فرنسا.
وأوضحت أن جريمة قتل المدرس الفرنسي خلفت حالة من الصدمة العميقة والحزن الشديد، وأن الرد على التطورات الأخيرة التي تشهدها فرنسا يجب أن يكون جماعيا، وذلك من خلال رفض المجتمع الفرنسي الوقوع في فخ التقسيم، والتمسك بقيم الوحدة في وجه التطرف، خاصة في هذا الوقت الذي خرج فيه المحرضون من جحورهم من أجل استغلال حالة الحداد الوطني.
ودعت أوبري إلى وقف سيل خطاب الكراهية الموجه ضد المواطنين الفرنسيين المسلمين، الذين باتوا يعتبرون كبش الفداء في كل أزمة، منبهة إلى أن حل الجمعيات الإسلامية ينبغي ألا يتم بناء على نزوات الحكومة، التي ترغب في إرضاء اليمين المتطرف عبر توجيه هجماتها حصرا إلى مجموعة دينية معينة.

وأشارت النائبة بالبرلمان الأوروبي مانون أوبري، إلى أن تلك الهجمات يتم تنسيقها بشكل مباشر من قصر الإليزيه بدعم من اليمين المتطرف، ولا يقدم المتصدرون لها تعريفا واضحا للإسلام الراديكالي، كما لا يمتلكون أهدافا أو خطابا واضحا، وجلّ ما يسعون إليه هو زرع الشك وتشويه الغير بهدف نشر الخوف والتصدي لأي انتقاد لخطاب وسياسات الحكومة.

وعلى سبيل التوضيح انتقدت تصريحات أعضاء الحكومة الفرنسية بدءا من تصريح وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد درمانين، الذي ادعى أن بيع المنتجات الحلال في المحلات يئودي إلى التطرف الديني، وزعم وزير التعليم الفرنسي، جون ميشيل بلانكير، بأن الجامعات باتت مرتعا للمدرسين الإسلاميين المتشددين.
ولفتت إلى حالة من السباق العنصري للأكاذيب انطلقت بدعم من حركة الجمهورية إلى الأمام وحزب الجمهوريين وحزب التجمع الوطني، مشيرة إلى تصريح مارين لوبان، رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني في فرنسا، التي دعت لخروج فرنسا من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، وغيرها من الهجمات الموجهة ضد ما يسمى بـ"الإسلام الراديكالي".
وحذرت من مصادرة الرأي عندما نبهت إلى أن كل من يرفض المساواة بين الإسلام والتطرف في فرنسا، ويرفض اعتبار المسلمين مشتبها بهم، وكل من يذكر بالإطار القانوني وقيم العدالة، أصبح خلال الأسبوع الجاري يتهم بالتواطئو مع الإرهاب.
وختمت بالقول إن "الحرب على الإرهاب ينبغي أن لا تنتهك القوانين والحقوق التي استغرقت الجمهورية الفرنسية قرونا في ترسيخها والحفاظ عليها".

إرهابي يميني
قال صحيفة "لوموند" الفرنسية إن الرجل الذي قتلته الشرطة في أحد شوارع أفينون جنوب فرنسا وكان يهدد المارة "ينتمي لليمين المتطرف، وكان يخطط لمهاجمة المسلمين". وأضافت: "كان الرجل ينتمي لمجموعة "Génération identitaire" (الحفاظ على الهوية) اليمينية المتطرفة، وكان يهدد بمهاجمة تاجر من أصل مغاربي". وزعمت أن القتيل -33 عاما- كان يعاني من اضطرابات نفسية، بحسب الصحيفة.

وأردت الشرطة الفرنسية شابا قتيلا، كان يهدد المارة في أحد شوارع مدينة أفينيون الفرنسية، صباح الخميس. وقبله بنحو ساعة، خلف هجوم في كنيسة بمدينة نيس (جنوب شرق) مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين. وقالت مصادر إن منفذ الاعتداء كان يردد "الله أكبر".
وذهبت الترجيحات آنذاك إلى أن ما وقع في أفينيون له علاقة بحادثة نيس، إلا أن "لوموند" كشفت غير ذلك.
وأكد موقع قناة "سي نيوز" الفرنسية مزاعم "اللوموند" نقلا عن النيابة العامة قولها "غيرنا مسار التحقيق وانحرفنا عن فرضية الإسلام.. الرجل كان يخضع لمتابعة نفسية وسبق له أن أدلى بملاحظات غير متماسكة".