قال الدكتور جاسم سلطان، مدير مركز الوجدان الحضاري القطري، إن هناك خطرا وجوديا على المسلمين في بلاد المهجر وهم بالملايين ومستقبل غامض.
وأضاف أن هناك حاجة ماسة لهندسة ردود الأفعال على ثلاثة مستويات قسمها بين (استراتيجي عميق –ومتوسط – وسطحي)، معتبرا أن المستوى السطحي قصير الأجل- مكون من موجات الحماس والخطابة والشعر، إضافة إلى الأعمال الرمزية كالمقاطعة وإن امكن تلافي مصير سابقاتها، وثالثا؛ البيانات الرسمية التي تشجب السلوك الاستفزازي لفرنسا الرسمية.
أما المستوى المتوسط، فيفرض إعطاء الأزمة بُعدها الاستراتيجي على مستوى إنشاء مراكز بحثية ترصد سيناريوهات المستقبل بشأن الوجود المسلم في الغرب ومحدداتها في ضوء معرفة الوضع الحالي وطرح التصورات لدعم السيناريو المرغوب بحيث نضمن الوجود المسلم ومصالحه وننميها ونقلل المخاطر ونستبق حدوثها.

وأضاف إلى ذات المستوى المتوسط النظر للوجود المسلم في الغرب باعتباره تمثيلا للعالم الإسلامي فلا يجوز أن نتساهل في موضوع دراسة الإحصائيات المتعلقة بأحوال الجاليات (الفقر والجريمة والمخدرات)، وتعاضد مؤسسات المجتمع المدني في بلاد الإسلام على القيام بمهمة الارتقاء بهم لضمان تغيير الصورة النمطية عن الوجود المسلم، فتلك هي قوة الفعل المثمر.

أما عن المستوى الاستراتيجي الأعمق فقال إنه يتعلق بـ"معالجة أزمة دول العالم الإسلامي على المستوى الفكري والعلاقات والمشاريع، بحيث يصبح بيئة جاذبة ونموذجا مشرفا للرسول والرسالة".

فرنسا والمهاجرون
وتحت عنوان "فرنسا والمهاجرون" نقل موقع "حريات"، عن "سلطان" مجموعة محددات أبرزها أن "المجتمع الأوربي فشل في دمج المسلمين في نسيجه، وفشل المسلمون في الاندماج، وما هذه الأزمات إلا مظاهر للأزمة الأعمق والأخطر وهي وصول قطاع من الفرنسيين لهذه النتيجة، وهذه الشريحة ستستمر في النمو".
وحذر من أن المسلمين أمام خط متصاعد صالح لأن تستثمر فيه قوى اليمين وبتكلفة منخفضة عبر إجراء تجارب استفزاز للمسلمين وزيادة الشرخ بينهم وبين مجتمعاتهم الغربية، إلى أن تأتي القطيعة الكاملة والمفاصلة ونزوح جديد لملايين المسلمين الذين فروا من بلاد فقيرة وفاشلة طلبا للعيش فلا بلادهم الأولى تريدهم ولا البلد الجديد يرحب بهم.

ولفت في إطار تحذيره إلى ضرورة الانتباه إلى أن "ردات الأفعال الغاضبة في العالم العربي والإسلامي مفهومة ومشروعة، وكذلك دعوات المقاطعة، ولكن ما تجربتنا مع طبيعة ردود الأفعال في الأحداث السابقة وربما في قضايا أكبر: ‏فلسطين كقضية، و‏العراق، و‏اليمن، و‏سوريا، و‏الروهنجيا.

واستدرك أن الأخطر والأعماق ما هي الصورة التي يقدمها العالم الإسلامي ودوله عن دين محمد، فهؤلاء لم يروا محمدا ولم يقرأوا القرآن، لكن رأوا أحوال المسلمين فرسموها ووسموا بها أشرف الخلق.
ورأى أن حال الأمة من الفقر والجهل والمرض والمجتمعات الفاشلة، كانت سببا في أن ينقل المسلمون صورة مجتمعاتهم التي فروا منها، بالنسبة للعالم هم نموذج لثقافتهم الدينية فحب محمد وعظمته لا يوازيها عمل لتمثيله يتفق مع هذه المقولة.