انطلقت أمس الثلاثاء، 17 نوفمبر في ذكرى عام على تشييع جموع الشباب للداعية محمد الحلوجي، 62عاما، عضو مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين، قناة دعوية جديدة تحمل اسم فقيه الدعاء https://t.me/ElhalwagyMohamed
وتوفي محمد عبدالملك الحلوجي بأحد مستشفيات مدينة إسطنبول التركية بعد رحلة قصيرة مع المرض، ولتحيي قناته على التليجرام دعوة الرجل الذي غيَّبه الموت بعد رحلة حافلة بالصبر والعمل والإخلاص والكفاح من أجل نشر الدعوة الإسلامية وأصولها في ربوع الأرض.
وقال نجله الذي دشن افتتاح القناة أن والده الحلوجي داعية اهتمّ على وجه الخصوص بفقه الدعاء و كيفية الطلب من الله عز وجلّ وله العديد من البرامج والتسجيلات في هذا المجال خاصة.
واشار إلى أنه في قناته، تجد موروث الداعية الاسلامي محمد الحلوجي (رحمه الله) من أدعية ومحاضرات ورسائل إيمانية، حتى يسهل الوصول لها وتحميلها.
وأضاف أن برنامج "حديث الثلاثاء" يأتي متابعيه من انتاج قناة دعوة، عن تدبر في أخلاق القران تحت قول السيدة عائشة رضي الله عنها عن حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم : "كان خُلُقُهُ القران".
طاف الأرض
ورحل الحلوجي بعيدًا عن وطنه الذي لم يجد له مكانا فيه في ظل حكم عصابة العسكر التي قتلت وشردت واعتقلت مئات الآلآف طوال السنوات الماضية.
وداعيتنا من مواليد الخمسينيات بمحافظ دمياط، وتخرج في كلية اللغة العربية التابعة لجامعة الأزهر في الثمانينيات، وتعرف في الجامعة على جماعة الإخوان المسلمين.
وللراحل سفرات في سبيل الله، منها اليمن وباكستان والسودان، الذي حصل على الدكتوراة من إحدى جامعاتها الدينية، وصار إمامًا لأحد مساجد العاصمة الخرطوم، وتنقل في عدد من البلاد الإسلامية والعربية والأوروبية.
واستقر الحال بالحلوجي في تركيا، الذي فاضت روحه داخل أحد مستشفياتها بمدينة إسطنبول، بعد معاناة مع المرض.
رثاء الجماعة
ونعت جماعة الاخوان المسلمين الشيخ محمد عبدالملك الحلوجي، عضو مجلس الشورى العام، وتقدمت الجماعة بخالص العزاء لعائلته ولإخوانه وتلامذته ومحبيه حول العالم، سائلين الله أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء.
وكشفت الجماعة، أنه كان أحد قادة الإخوان الأوفياء الذي كرّس حياته للدعوة إلى الله، وحمل مشعلها مع إخوانه إلى بلاد عديدة من العالم، داعية الله تعالى أن يتقبل جهاده، وأن يجعله في ميزان حسناته، وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، مشيرة إلى أنه.
ونشر موقع إخوان أونلاين رثاء في ذكرى الحلوجي لنائب المرشد العام إبراهيم منير قال إن "الحلوجي" كما دأب كثيرون على اختصار اسمه بنقبه: "مجاهدًا عرفته قضايا الأمة، حاملًا لهمومها، زاهدًا في دنياه، طالبًا رضوان الله سبحانه وتعالى، وهي شهادة من آلاف الناس الذين عايشوا هذا الأخ الكريم.. سواء من وافقه أو من اختلف معه.. فقد كان صادقًا في مشاعره وفي خدمة دينه، وقّافًا عند حدود الله، حريصًا على الوفاء بأماناته، صابرًا محتسبًا في هجرته، بعيدًا عن وطنه، حتى وجد على أرض السودان المرفأ الآمن، فكان رمزًا للوفاء لهذا البلد المضياف".
وأضاف "منير"، "الأخ الفاضل والحبيب القريب صاحب القلب المعطاء حامل هموم إخوانه الأخ محمد عبدالملك الحلوجي، بعد معاناة مع المرض في إحدى مستشفيات مدينة اسطنبول بتركيا، فنسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه عن دعوته خير الجزاء، وأن يلهم أهله وذويه وإخوانه ومحبيه الصبر والسلوان".
وتابع: "اللهم لا نزكيه عليك، ولكن نحسبه أنه صبر وآمن وعمل صالحًا. فارض عنه وارزقه جنات النعيم. إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك أيها الأخ الحبيب محمد، أبو أحمد، لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. "إنا لله وإنا اليه راجعون".
وعنه قال الدكتور محمود حسين، أن الفقيد كان صاحب رسالة ودعوة وسائر على طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ينشرها بالحب والموعظة الحسنة.
وأضاف أن الفقيد طاف الكثير من البلاد لينصر دين الله ويدافع عن دعوته، وظل مرابطا لها وبها وعليها إلى أن لقي الله عز وجل سائلا أن يتقبله الله في الشهداء مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.
عرفته بالدعاء
ومن جانبه، قال النائب عزالدين الكومي في مقال له نشرته "بوابة الحرية والعدالة" بعنوان "محمد الحلوجي” كما عرفته"، إنه تعرف على الشيخ ولم يكن يعرفه من قبل، "ولكن تعرفت عليه عندما سافر إلى اليمن، وعمل هناك معلمًا في المعاهد العلمية، بـ"لواء إب" محافظة "إب"، ولاحظت أنه قد يتميز بربانية عالية، خاصة في الرقائق والدعاء والمناجاة، وحسن الصلة بالله تعالى، وكثيرًا ما كنا نطلب منه الدعاء عند السفر أو عندما تنزل بنا إحدى المدلهمات، فكان يرشدنا إلى بعض الأدعية المفيدة في الأحوال المختلفة".
وأضاف "والإخوة الذين لم يرزقوا الولد، بعد سنوات من الزواج كان الأخ "الحلوجي" يوليهم اهتمامًا خاصًا في دعائه، وأشهد لله أن كثيرًا أو معظم من كان يدعو لهم الأخ الحلوجي، وينصح إخوانه بالدعاء لهم خاصة بفضل من الله عز وجل، ثم بفضل دعاء الأخ الحلوجي وأهل الصلاح والتقوى، رزقوا الولد بعد سنوات من الحرمان".
وأشار إلى أنه قاوم بالعلم النافع الشيوعيين والفكر الشيوعي محافظة "إب" اليمنية، حتى إن كثيرًا من قيادات الشيوعيين في المنطقة، أقلعوا عن الفكر الشيوعي، وانتظموا في صفوف جماعة الإخوان المسلمين، ودافعوا عن محافظة "إب".
وأردف أنه تأثر بالأستاذ "محمد عمارة" من قيادات الإخوان في محافظة المنوفية، سبقه إلى اليمن، في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، في محافظة إب، وقد تأثر به كثيرًا، في زهده وورعه وعطائه وحركته الدائبة، رغم كبر سنه، ولكن تأثره الأكبر به كان في الجوانب التربوية والروحية. وتابع أنه سافر إلى باكستان، تميز في عمله في ضمن هيئات الإغاثة العاملة في باكستان، لمساعدة المهاجرين الأفغان، خلال الجهاد الأفغاني، وكان له دور فعال بين المهاجرين الأفغان في نشر الثقافة الإسلامية واللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم.
ولفت إلى أنه غادر باكستان إلى السودان، وبدأ هناك عملًا تجاريًّا متواضعًا في البداية، وكان سرعان ما فتح الله عليه، وأسس مع بعض الشركاء مصنعًا للحبال كان من أكبر مصانع السودان في هذا المجال، موضحا أن بيت الأخ محمد الحلوجي، كان قبلة للضيوف والزائرين.
وخصه بالدعاء العظيم فقال: "مازلت أعلّم هذا الدعاء لكل من ألقاه من إخواني، أو من يطلب مني الدعاء، لما فيه من النفع والفائدة، والدعاء هو: "الله أكبر، الله أعز من خلقه جميعًا، الله أعز مما أخاف وأحذر، أعوذ بالله الذي لا إله إلا هو، الممسك السماوات السبع أن يقعن على الأرض إلا بإذنه، من شر عبدك فلان، وجنوده وأتباعه وأشياعه، من الجن والإنس، اللهم كن لي جارًا من شرهم، جل ثناؤك وعز جارك، وتبارك اسمك، ولا إله غيرك" (ثلاث مرات). وكان رحمه الله عندما يذكرنا بهذا الدعاء، ومصدره، ويذكرنا بقول "ابن القيم" عنه: والله إنه مجرَّب والله إنه مجرب والله إنه مجرب".