تأتي الامتحانات وتتجه جهود الجميع إلى هدفٍ أساسي يكاد يكون عند الآباء هو الهدف الوحيد في تربية الأبناء وهو التفوق... التفوق.

تُرفع شعارات الطوارئ.. عندي شهادة.. عندي ثانوية عامة، ولكن أين نحن من هذه الآية ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56)﴾ (الذاريات).

أخواتي الأمهات:

لقد ساعد نظام التعليم الحالي على تغيير ترتيب أولويات الآباء والأمهات في تربية الأبناء؛ بل ترتيب أولويات الطالب نفسه فأصبحت الأولوية الأولى عند الجميع هي للتفوق العلمي.

نحن نريد لأبنائنا تفوقًا وتميزًا في كل شيء، وحتى تتحقق بركة التفوق العلمي في حياة الطالب لا بد أن يسبقه تفوقٌ إيمانيٌّ وتربوي.

همسة في أُذن كل أم:

لتحصلي على تفوقٍ إيماني وتربوي وعلمي عليك أن:-

- تستحضري النيةَ أنك تُربين جيلاً يشارك في نهضةِ الإسلام والمسلمين، وعلِّمي أبناءكِ توجيه النية الصالحة لطلبِ العلم وأهمية الدعاء لله.

- تُقبلي على الله مع قدومِ الامتحانات، واحتسبي جهدكِ وتعبكِ مع الأبناء بنية تربية جيلٍ مسلمٍ يرفع راية الإسلام.

- تُوضحي التأصيلَ الشرعيَّ عند حثِّ الأبناء على المذاكرة بأنها وسيلة نتقرب بها إلى الله.. وليست غاية، وأنَّ الاتقانَ مطلبٌ شرعيٌّ لتوجيه الرسول- صلى الله عليه وعلى آله- وصحبه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"، وعلميهم أننا نعمل ولكن النتائج على الله.

- تُربي فيهم الإيمان بالقضاء والقدر والرضى بما قسمه الله طالما بذلوا مجهودًا وقدَّموا ما في وسعهم.

- تُعرفيهم أن المسلم لا بد أن يتميز ويجتهد؛ لأنه بتفوقه يرفع من مكانةِ المسلمين في ميادين العمل.

- تُعلميهم أن الإسلام دين علم وحضارة.

لا بد من الميزان الرباني عند الفرح وعند الحزن حين تظهر النتائج.

ولكِ ابنتي الطالبة أهمسُ قائلةً:

نحن نعلم أنَّ الشبابَ هو عصب الأمة منه يتدفق العطاء والنشاط والحماس، فأنتم- أيها الشباب- طاقةٌ عظيمةٌ يُمكن توظيفها في الخير، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم؛ فإنَّ الآمالَ مبنيةٌ عليكم، فإلى الجدِّ والاجتهاد وتنظيم الوقت وترتيب الأولويات.

ابنتي الحبيبة..

- أعطي كل ذي حقٍّ حقَّه، ونظِّمي وقتك، ورتِّبي أولوياتكِ وَفْقَ الرسالة الحقيقية التي خُلقنا من أجلها؛ فالعلم وسيلة وليس غاية.

- ضعي أصابعك على أي بلدٍ في الخريطةِ تجدي المسلمين مُحارَبين ويُطلَق عليهم "العالم الثالث"؛ وما هذا إلا لتأخُّرهم وسيطرة الغير عليهم.

- ألم تتمني أن تكون الأمة الإسلامية في موقع الريادة والتفوق..!

فاعلمي أنه لا يكون ذلك إلا باجتهادكِ وتفوقكِ.

نشره "إخوان أون لاين" في15 أبريل 2007