اندلع -مساء اليوم الأحد- حريق في إحدى المستوطنات المحيطة بمدينة الخليل بفعل إلقاء زجاجات حارقة صوبها.

وأفادت وسائل إعلام الاحتلال بأن حريقا شبّ في مستوطنة "كرمي تسور" المقامة على أراضي بلدة بيت أمر شمال الخليل، مرجحة أن يكون بفعل زجاجات حارقة ألقاها شبان فلسطينيون.

ونشرت مشاهد لاندلاع حريق في منطقة الأحراش والأشجار داخل المستوطنة ومحاولات إخمادها.

وترتبط مستوطنة "كرمي تسور" بالعملية الفدائية التي نفذها المجاهد القسامي أحمد بدوي المسالمة ورفيقه الأسير المحرر في صفقة وفاء الأحرار علي عصافرة عام 2002 واستمرت لـ16 ساعة متواصلة.

وتمكن المجاهدان من قتل (3) مستوطنين أحدهم جندي وجرح (6) آخرين جراح بعضهم بليغة، وكان أحد القتلى رقيبا يعمل في جهاز الوحدات الخاصة الصهيوني، كما غنم المجاهدان قطعتي سلاح من نوع (جاليلو + M16)، واستشهد المسالمة وهو من "بيت عوا" قضاء الخليل، في حين تمكن القسامي عصافرة من الانسحاب حتى اعتقاله.

وبات إلحاق الضرر بالمستوطنات في الضفة الغربية من خلال الحرائق، أحد الأساليب التي ينتهجها الشبان الفلسطينيون ضمن فعاليات الإرباك التي تستهدف المستوطنين كما يحصل في قرية بيتا وبيت دجن وقصرة قرب نابلس.

وشهدت بلدة بيت أمر على مدار الأيام الماضية مواجهات وصفت بالأعنف إثر إعدام جنود الاحتلال الشهيد الطفل محمد العلامي، ومن ثم إعدام الشهيد شوكت عوض.

وتتعرض بلدة بيت أمر لانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه المتكررة، حيث تحيط بالبلدة العديد من المستوطنات حيث يحدها من الشمال مستوطنتا "أفرات" و"غوش عتصيون" والتي التهمت ما يقارب 30% من أراضيها.

في حين يلقي الشبان باستمرار عبوات وأكواع متفجرة محلية الصنع، على البوابة الحديدية والبرج العسكري؛ تأكيدا لرفضهم بقاء هذه النقطة العسكرية في المكان، ورفضا للتنكيل بالمواطنين.

وابتلع جدار الفصل مساحاتٍ من كروم بلدة بيت أمر، كما توجد مستوطنة "بيت عين" بالجهة الشمالية الشرقية للبلدة ومن الجنوب مستوطنة "كرمي تسور" والتي ابتلعت من أراضيها الكثير.

وتعدُّ الخليل المدينة الثانية بعد مدينة القدس في أولويات الاستهداف الاستيطاني لسلطات الاحتلال؛ نظرًا لأهميتها التاريخية والدينية.

وتعاني الخليل من وجود أكثر من خمسين موقعا استيطانيًّا يقيم بها نحو ثلاثين ألف مستوطن، يعملون على تعزيز القبضة الصهيونية الشاملة على المدينة.

وتشير تقديرات فلسطينية إلى وجود نحو 650 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية.