حصل الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، اليوم الأربعاء، على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام 2022، بالاشتراك مع رئيس تنزانيا الأسبق.

وسبق للشيخ حسن الشافعي الحصول على جائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية وآدابها خلال ترؤسه مجمع اللغة العربية عام 2013م؛ من الملك سلمان بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد، وجاءت الجائزة وقتها تقديرا لجهود المجمع على مدى أكثر من 80عاما في خدمة العربية"، وما أصدره من معاجم ساهمت في خدمة لغة القرآن.

وللشيخ حسن الشافعي موقف مشهود. في أحداث المنصة وفض رابعة العدوية يوليو وأغسطس 2013 التي أراق فيها العسكر   الدماء الذكية الطاهرة إذ رفضها الشيخ وله مقطع فيديو شهير يثبت موقفه المعلن وإبراء الذمة مما أجرم به آخرون -محسوبون على الأزهر والعلماء - ساندوا الانقلاب حتى وقتهم هذا.

وتمنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، لمن لعب دورًا مهمًا في خدمة الإسلام والمسلمين فكريًا وعلميًا واجتماعيًا، من خلال الأعمال والأنشطة والبرامج والمشاريع المختلفة التي كان لها تأثير إيجابي على المجتمع المسلم؟

وتأسست جائزة الملك فيصل، التي أطلقتها مؤسسة الملك فيصل، في عام 1979.

وتهدف الجائزة إلى الاحتفاء بالعلماء والنابغين والرواد بدون تمييز لأي فكر أو عرق، فهي دعوة للعالم أجمع أن يستقوا من قيم الحضارة الإسلامية، التي تدعو إلى السمو في العلم وتكريم العلماء وتقدير الثقافة والتحضر، وتم اختيار الفائزين في الفئات الخمس للجائزة وهي الدراسات الإسلامية، والعربية"، اللغة العربية وآدابها، والطب، والعلوم، وخدمة الإسلام؛ من قبل مؤسسات ومجالس علمية وجامعات ومراكز بحثية.

درعمي أزهري

وولد الدكتور حسن محمود عبداللطيف الشافعي في التاسع عشر من شهر ديسمبر 1930م بمحافظة بنى سويف، وحصل على ليسانس "اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية دار العلوم جامعة القاهرة 1963م، كما حصل على الشهادة العالية في العقيدة والفلسفة من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر في العام ذاته، كما حصل على الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية من جامعة لندن عام 1977م، وتدرج في المناصب العلمية والإدارية بكلية دار العلوم والأزهر الشريف والجامعات العربية والإسلامية، بالإضافة إلى عضوية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ورئيس مجمع العربية"، اللغة العربية بالقاهرة منذ فبراير 2012 وحتى عام 2020، وهو أول أزهري يعتلي المنصب، ومجمع البحوث الإسلامية، وعضوية هيئة كبار العلماء في تشكيلها الأول حين عودتها عام 1433ه/ 2012م، وله إسهامات علمية رصينة متنوعة بالتأليف والتحقيق والترجمة في الفلسفة الإسلامية وعلوم العربية"، اللغة العربية، بالإضافة إلى المقالات والبحوث والمشاركات العلمية محليًا وإقليميًا وعالميًا.
وابتُعث الشيخ للحصول على الدكتوراه من جامعة لندن، حيث أتقن اللغة الإنجليزية واطّلع على الثقافة الغربية والقضايا الفكرية التي يهاجم بها المستشرقون الإسلام ويثيرون حولها الشبهات. استطاع إنجاز رسالته للدكتوراه في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن سنة 1977، ثم عاد ليدرس الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم.
بعد حصوله على الدكتوراه درّس في عدد من الجامعات الإسلامية. ففي عام 1979 بالجامعة الإسلامية بأم درمان بالسودان، وفي عام 1981 أعير إلى الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد بباكستان حتى عام 1988. عاد للتدريس بكلية دار العلوم ثم عمل وكيلا لشئون الدراسات العليا بالكلية حتى عام 1994، وفي نفس العام اختير عضوا بمجمع العربية"، اللغة العربية بالقاهرة.
ومع عودته إلى الجامعة الإسلامية بباكستان كان رئيسا لها حتى عام 2004، ومن ثم عاد للتدريس بكلية دار العلوم جامعة القاهرة.
وفي فبراير 2012 انتُخب رئيسا لمجمع العربية"، اللغة العربية بالقاهرة بعد وفاة رئيس المجمع الدكتور محمود حافظ قبلها بشهور. وبعد فترتين من رئاسته للمجمع استمرتا ثماني سنوات انتُخب لفترة ثالثة (في انتخابات أعيدت مرتين)، إلا أنه أزيح بقرار من خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي بحكومة الانقلاب؛ وكُلّف بدلاً منه الدكتور صلاح فضل الذي خسر أمامه في الانتخابات، وقد رجّحت بعض المصادر أن ما حدث تصفية حسابات مع الشيخ الشافعي بسبب مواقفه السياسية عقب انقلاب 2013 في مصر.