الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، فكم من حوار نزغ الشيطان فيه بين المرء وصاحبه فكانت عاقبته الفراق؟ ولقد وضع الإسلام ضوابط للحوار وردت في القرآن الكريم، وفي أحاديث المصطفى الكريم، وفي سير الصحابة والتابعين؛ فتعالوا نتعرف على آداب الحوار :

فمن آداب الحوار:

1-أن يكون الكلام هادفاً إلى الخير:

قال تعالى: (لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا  ). النساء، الآية : 114

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".

  1. البعد عن الخوض في الباطل:

والمراد بالباطل كل معصية..

فالحديث عن الأغاني وليالي الطرب على سبيل الإعجاب، هذا من الخوض في الباطل.

والحديث في أحوال الممثلين والممثلات على سبيل التعلق بهم وإشاعة أفعالهم والدعوة للاقتداء بهم، من الخوض بالباطل.

والحديث عن عادات وتقليعات المرأة الغربية على سبيل الدعوة للتشبه بها وتقليدها من الخوض بالباطل.

وأنواع الباطل كثيرة، كما قال الإمام الغزالي لا يمكن حصرها لكثرتها وتفننها..

  1. البعد عن المماراة والجدل:

كم من القلوب تتشتت بسبب الجدل الذي لا طائل تحته، ولا فائدة من ورائه، ولا يقصد منه إلا إفحام الخصم.. أو التشهير به، وإظهار الخلل في كلامه، أو فعله، أو قصده؛ ولذا حثنا ورغبنا الرسول صلى الله عليه وسلم في البعد عن المراء فقال: "أنا زعيم ببيت في رياض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً".

  1. أن يحاور كل إنسان بما يناسبه شرعاً وعرفاً:

يخاطب الوالدين بالتوقير، والإجلال، والرحمة، وخفض الجانب لهما، قال تعالى: (فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً. الإسراء )، الآية : 23

قال عطاء: "أي ليناً لطيفاً، مثل يا أبتاه ويا أماه، من غير أن يسميهما أو يكنيهما، وقال أبو البداح: قلت لسعيد بن المسيب كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله (وقل لهما قولاً كريماً) ما هذا القول الكريم؟ قال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ".

  1. البعد عن عبارات المدح للنفس أو الغير إلا لمصلحة وبالضوابط الشرعية:

يكثر في مجالس النساء الحديث عن النفس وتزكيتها، فهناك بعض الأخوات لو أرادت أن تحصي عدد تكرارها لـ"أنا" في المجلس الواحد لما استطاعت أن تحصيه .. وهذه خصلة ممقوته منهي عنها.

وقال تعالى: ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى). النجم ، الآية : 32.

وتزكية النفس داخلة في باب الافتخار غالباً، وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، فإن وجد ما يقتضي تزكية النفس إما للتعريف وإما لتوضيح الأمور المبهمة، وإما لدفع تهمة أو غيرها في الأمور المشروعة فإن التزكية جائزة .. .

منقول بتصرف من كتاب -حوارات أسرية – للأستاذ مازن عبدالكريم الفريج