كل عام و أنتم بخير  أيها القراء الأوفياء توقفوا قليلا، وتأملوا طويلا، وتفكروا كثيرا، واعملوا دائما....

في بداية عامنا الجديد نحن قادرون على تجاوز مهامنا الصعبة بثقة في النفس، وسعة في الصدر، وبصبر جميل، وفي خضم كل ذلك نتصيد ابتسامة أو حتى بصيص نور ضعيف من الأمل والتفاؤل…

حياتنا وسعادتنا تتوقف على استعمالنا لكلمتين... (نعم و لا)

لا لكل مشاعر الحقد والكراهية التي تعطي الفرد الشعور بالضيق والتعاسة والرغبة في الغضب وحتى الانتقام وإلحاق الأذى بالآخرين. ..وانتزاع إنسانيتنا منا

قل لا لحماية نفسك من مصاصي الطاقة والأمل، وهم الأشخاص الذين يعملون على استغلالك لأجل مصالحهم مما يشعرك بالضغط والظلم...

قل: لا. لتلك الأفكار السوداء المحبطة التي تدعوك إلى قلة العمل والخنوع وانتظار الفشل من قبيل [ إنك مستحيل أن تحقق ذلك ـ أنت لا تقدر ـ لن تصل إنك تضيع وقتك ]

توكلوا على الله ولا تستمعوا لقاموس المحبطين.

نعم لتكون مع الله ولا تبالي فسبحانه الذي يقول للشيء كن فيكون. ..

نعم لكسر كل القيود التي تمنعك من تحقيق حلمك، نعم لإيمانك بطيبتك وإنسانيك وحبك للناس، وهذا كفيل بمنحك كل شِحنات الأمل والسعادة.

نعم لتشرق كل يوم مع الشمس بابتسامة تهمس بها في قلوب أحبائك أنهم جزء من عالمك…

نعم للثقة بالله دائما فذلك أزكى الأمل، والتوكل عليه أوفى العمل…

نعم لكل الأشياء الجميلة التي بانتظارك وأهملتها بحرمانك منها طوعا.

نعم للمسامحة وصفاء القلوب، وطي الماضي ليبقى ماضيا، ولعيش اللحظات الجميلة…

نعم للصبر الجميل والقلب الجميل الذي سيغمره كرم الله من حيث لا يدري بسعادة كما تمناها قلبه، لكم جميعا سعادة أتمناها لكم من كل قلبي كونوا سعداء..

لا شيء مستحيل، وتمسكوا بالأيادي النظيفة. واشحذوا طاقتكم للنجاح والانتصار في بداية عامكم الجديد...وتذكروا دائما  (وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ )

كل ما قمت بإنجاز عملته في حياتك، و تظن أن الفضل لمجهودك فكر ...

  "لولا أن مَنَّ الله علينا"،  و لما تري الناس تفتن من حولك و تغير مبادئها و أنت كما أنت تذكر ... "و لولا أن ثبَّتناك"،

و لما تمر بأزمة شديدة وكرب، و يحل عليك ثبات و صبر يهون عليك تذكر ...

"لولا أن ربطنا على قلبك"،

و لما تري الناس تبتلى حولك، أمراض و مصايب، و أنت سليم معافي تذكر ...

  "و لولا فضل الله عليك و رحمته"،

و لما تجد نفسك ناجحا في أمر، متمكنا منه و الأنا تعلو عندك تذكر،  "و لولا نعمة ربي"،

ليس ذكاؤك و لا شطارتك و لا مناعتك و لا اجتهادك و لا قوتك هم السبب في أي شيء، أنت تاخد بالأسباب فقط .

و الله هو الموفق و المعين و يثبتك و يحميك، و يهديك و يمن عليك، و يلطف بك و يكرمك، و كله محض فضل منه تعالى.

(وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيرًا)

فمن أعظم نعم الله وفضله علينا هو تزكيتنا من سيء الأخلاق، وهدايتنا في الفتن،

وهو وحده الذي طهر أخلاقنا وأعمالنا، و من كان على الحق و ثابت الإيمان، فمن فضل الله ورحمته وحده،

 (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)

 الفضل الحقيقي كله بيد الله، يؤتيه من يشاء ممن تمسك بدينه وحافظ على شرائعه.

اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك،

اللهم ثبتنا بقولك الثابت في الحياة الدنيا والآخرة،

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.