دخلت المظاهرات في إيران، الأحد، يومها الثامن على التوالي، منذ وفاة مهسا أميني بعد اعتقال "شرطة الأخلاق" لها، ما أشعل غضبا واسعا في البلاد، في حين طغى على المشهد اليوم، توترات دبلوماسية لإيران مع دول عدة، وتعرض أحد سفاراتها لهجوم بالمولوتوف.
استمرار الاحتجاجات
أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية، الأحد، بأن طهران ما تزال تشهد تجمعات احتجاجية عدة وصفتها بـ"المحدودة".
وأضافت أن قوات الشرطة "تمكنت من تفريق متظاهرين حاولوا إثارة الشغب والقلاقل"، بحسب تعبيرها.
ولا يمكن التوصل إلى فيديوهات توثق الحادثة؛ بسبب قطع السلطات للإنترنت في البلاد على إثر الاحتجاجات.
وتداول الناشطون على وسائل التواصل بشكل واسع مقاطع الفيديو للاحتجاجات التي شهدتها مناطق شرق طهران وغربها.
ولم يجر توثيق مظاهرات أخرى في البلاد، وسط صعوبة في الحصول على معلومات بشأنها مع انقطاع الإنترنت، وامتناع الإعلام الموالي للسلطات عن تغطيتها.
تحدي التهديدات
ويأتي استمرار الاحتجاجات في تحد لتحذيرات أطلقها الحرس الثوري والجيش ووزارة الاستخبارات ضد من وُصفوهم بـ"مثيري الشغب"، ويقصدون بذلك المحتجين.
وقالت الداخلية، السبت، إنها ستواجه بجدية ما أسمتها ممارسات الإخلال بالأمن العام والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.
وفي بيان عبرت فيه عن أسفها لوفاة الشابة، أضافت الوزارة أنها "تحترم حق التجمع السلمي"، لكنها "ترفض التجمعات الاحتجاجية في هذه الظروف، تحسبا لاستغلالها من جانب مثيري الشغب وأطراف تعارض النظام"، وفق تعبيرها.
مظاهرات موالية
في المقابل، خرجت مسيرات موالية للنظام في إيران، رافضة ما تسميها "أعمال الشغب"، و"إعدام المشاغبين".
وهتف المشاركون للمرشد الإيراني علي خامنئي، معبرين عن دعمه، ورافضين لمطالب المحتجين برحيله ورحيل نظام الولي الفقيه.
واهتمت وسائل الإعلام الإيرانية الموالية للسلطة بالمسيرات المؤيدة، وقامت بتغطيتها في مدن عدة، متجاهلة الاحتجاجات.
إحصائية جديدة للقتلى
وقالت السلطات الإيرانية، الأحد، إن ما لا يقل عن 41 شخصا بينهم عناصر من قوات الأمن، قتلوا خلال الاحتجاجات، في وقت تؤكد مجموعات حقوقية أن الرقم الفعلي أعلى من ذلك بكثير.
واندلعت الاحتجاجات في الـ18 من الشهر الحالي، عقب تشييع أميني (22 عاما)، المتحدرة من محافظة كردستان (شمال غربي البلاد) في مستشفى، بعد 3 أيام من اعتقالها من "دوريات الإرشاد" أو (شرطة الأخلاق)؛ بدعوى ارتدائها لباسا غير محتشم.
وفي حين قال ناشطون إن الفتاة تلقت ضربة قاتلة على رأسها في أثناء احتجازها، نفى المسئولون ذلك، وأعلنوا عن فتح تحقيق في الحادثة.
اتهام إيراني لأمريكا
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) شبه الرسمية، عن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، قوله الأحد، إن الدعم الأمريكي "لمثيري الشغب" يتعارض مع موقف واشنطن الدبلوماسي تجاه إيران.
وأضاف: "الاحتجاج السلمي حق لكل أمة. غير أن تدخل الولايات المتحدة في شؤون إيران ودعمها لمثيري الشغب في تنفيذ مشروعهم لزعزعة الاستقرار، يتعارض بشكل واضح مع رسائل واشنطن الدبلوماسية لإيران بشأن ضرورة التوصل إلى اتفاق نووي، وإرساء الاستقرار في المنطقة".
وقال المتحدث باسم الخارجية، ناصر كنعاني، إن محاولات الولايات المتحدة المتكررة لانتهاك سيادة إيران لن تمر دون رد.
ورأى كنعاني أن الولايات المتحدة حاولت مرارا تقويض استقرار إيران وأمنها، دون جدوى.
وأضاف المسئول الإيراني أن ما وصفه بمخطط واشنطن "الشائن" لتخفيف عقوبات الاتصالات يهدف إلى إثارة عدم الاستقرار في البلاد.
وكانت وزارة الخزانة (المالية) الأمريكية قد أصدرت، الجمعة، إعفاء من العقوبات عن بعض خدمات الإنترنت والتكنولوجيا الموجهة إلى إيران، وذلك من أجل توفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية للمستخدمين الإيرانيين.
إيران تستدعي سفراء
واستدعت كذلك وزارة الخارجية الإيرانية سفيري بريطانيا والنرويج، كما اتهمت واشنطن بمحاولة التدخل في شؤونها الداخلية.
وقالت الخارجية في بيان، إنها استدعت مساء أمس السبت السفير البريطاني في طهران سايمِن شيركليف، على خلفية استضافة لندن قنوات ناطقة باللغة الفارسية.
وفي هذه الأثناء، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية باستدعاء السفير النرويجي في طهران بشأن مواقف وصفت بأنها تدخل من طرف رئيس البرلمان النرويجي في الشأن الإيراني.
هجوم على سفارة إيرانية
وفي اليونان، أُلقيت زجاجة مولوتوف، ليل السبت الأحد، على السفارة الإيرانية في أثينا، دون أن تتسبب بأضرار، وفق ما أفادت وكالة الأنباء اليونانية.
ونقلت الوكالة اليونانية عن الشرطة قولها، إنه صباح الأحد، ألقى شخصان على دراجة نارية ووجوههما مغطاة زجاجة مولوتوف انفجرت على حائط السفارة.
وكان حوالي 200 شخص تجمعوا بعد ظهر السبت في ميدان سينتاجما، وسط أثينا، احتجاجاً على "قمع" إيران للمظاهرات في أعقاب وفاة أميني بعد أن اعتقلها شرطة الأخلاق.