أكد الكاتب والمختص في الشئون الصهيونية، الأسير المحرر عصمت منصور، أن معركة “الحرية أو الشهادة” التي بدأها الأسرى في سجون الاحتلال، سيكون لها تأثيرات مباشرة على الوضع الميداني.

وقال منصور في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “المعركة تأتي في ظل حالة احتقان شديدة وانسداد الأفق وحالة الغليان التي يعيشها الشارع الفلسطيني والأسرى داخل السجون”، مشيراً إلى ذلك قد يشكل شرارة تفجير الأوضاع في شهر رمضان المبارك.

ويرى أنه إذا لم يتدارك الاحتلال الموقف ويعطي الأسرى ما يجعلهم يجمدوا هذه الخطوة قبل انطلاقها، فإن معركة الإضراب ستشكل مفصلا مهما، ولن تقتصر على مشاركة الأسرى فيها، بل يضاف لها العوامل الخارجية التي تعيشها الحالة الفلسطينية.

وشدد أن حالة الإجماع الفلسطيني حول قضية الأسرى وقادة الحركة الأسيرة سيزيد من حالة المواجهة مع الاحتلال، وسيكون من الصعب وقفها.

وأعلنت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الأسيرة، اليوم الثلاثاء، عن بدء قادة الأسرى بالإضراب المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال، داعية جماهير الشعب الفلسطيني لأوسع حملة إسناد لهم.

وقالت اللجنة، في بيان لها: “بعد فشل كافة الجهود والمساعي الداخلية والخارجية في لجم المتطرفين من أمثال وزير الأمن الإسرائيلي “إيتمار بن غفير”، قررنا بعون الله وتوفيقه الشروع في إضرابنا المفتوح عن الطعام “بركان الحرية أو الشهادة”.

ودعت الشعب الفلسطيني للالتفاف حول قضية الأسرى موحدين لنصرة رمزية الأرض الإنسان، ونصرة قضية الأسرى المضربين عن الطعام، والمشاركة في المسيرات والوقفات الليلية اليوم الساعة 7:30 مساءً في مراكز المدن دعمًا للأسرى.

وفي سياق آخر، رأى منصور أن اللقاءات الوطنية التي يعقدها قادة المقاومة في الداخل والخارج، هدفها مواجهة المشاريع التي تحارب جبهة المقاومة الفلسطينية خاصة في الضفة الغربية.

وأشاد منصور باللقاءات المنفصلة التي عقدها صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وزياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مع حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني.

وقال منصور: “اجتماع قوى تيار المقاومة والممانعة، يعكس ملامستهم لأخطار المشروع الأمريكي في المنطقة والتغيرات التي يشهدها العالم، وخطورة الحكومة الإسرائيلية والحالة التي تمر فيها دولة الاحتلال”.

ورأى أن قمة شرم الشيخ ومخرجاتها، تؤكد تعزيز تحويل السلطة إلى وكيل حقيقي للاحتلال الصهيوني، لافتاً إلى أن مشاركة السلطة في ذلك منزلق خطير “قد يؤدي إلى حالة صدام”.

وتابع: “واضح أن السلطة حسمت أمرها ورهانها يكون فقط على الولايات المتحدة و(إسرائيل)، وما يعني يمكن أن يقدموه لها”، معبراً عن أسفه من وجود تلك الحالة التي يجب أن يكون الواقع عكسها.

ودعا منصور السلطة الفلسطينية وقيادتها إلى التقرب من شعبها وأن تحاول تبني حالة منيعة تواجه الاحتلال ومخططاته وحكومة اليمين المتطرفة ومشروعها الخطير، مستدركاً حديثه بالقول: “هذا لم يعد ضمن خياراتها ولذلك هذا يبعدها عن شعبنا”.

وأضاف: “مشاركة السلطة في المؤتمرات الأمنية ستضيف أعباء إضافية على السلطة؛ مع وجود توقعات بأن تخفف أزمتها المالية”.

ورأى أن المرحلة التي تعيشها السلطة الفلسطينية هذه الأيام، مرحلة خطيرة داخلياً، لافتاً إلى أنها أقرب للانهيار في ظل تفاقم أزمتها المالية ورهانها المطلق على الإدارة الأمريكية، وحجم الفجوة الكبيرة بينها وبين الشعب الفلسطيني.

وتابع: “مقابل تلك الحالة التي تعيشها السلطة الفلسطينية، فإن حالة المقاومة تنهض وتستعيد عافيتها رغم أنها غير منظمة إلى حد كبير”، مبيناً أن “الشعب الفلسطيني يعيش مرحلة انتقالية تتغير ببطء شديد نحو الاتجاه الصائب”.

وحول عملية الاغتيال الذي تعرض لها القائد في سرايا القدس ساحة سوريا، الشهيد علي الأسود، قال منصور: “واضح أنه من يقف خلفه الاحتلال وأعوانه والهدف منه إظهار ذراع (إسرائيل) الطويلة”.

وأكد أن الرد لن يغيب عن جدول أعمال المقاومة الفلسطينية وقواها، وأن الفصائل الفلسطينية ستواجه النهج الإسرائيلي الجديد القديم، لافتاً أن عملية الاختبار تعدّ عملية اختبار من (إسرائيل) لقوى المقاومة وطبيعة ردها على تلك الجرائم.