استطاع عدد كبير من أبناء معتقلي الإخوان المسلمين؛ سواء المحبوسون في القضية العسكرية أو أولئك الذين غُيِّبوا ظلمًا وزورًا خلف القضبان، استطاع هؤلاء الأبناء رغم غياب الأب وولي الأمر أن يحققوا مراكز متقدمة في مراحل دراستهم المختلفة، فهذه مهجة ابنة الدكتور عصام عبد المحسن- القضية العسكرية- كانت الأولى على معهدها الأزهري والرابعة على محافظة الجيزة في الثانوية الأزهرية.

 

وهذا عمرو نجل الصديق العزيز الكاتب الإسلامي وليد شلبي- قضية التنظيم الدولي- يحصل على مجموع 97.5% في الثانوية العامة شعبة العلمي هو أحد أوائل محافظته، رغم أن السجن غيب والده وظلمه الإعلام الحكومي، ومعه في نفس الاتجاه أحمد نجل المهندس أسامة سليمان- قضية البحيرة- والذي حصل على 98.9% في الثانوية العامة شعبة العلمي، ويعد أيضًا أحد أوائل محافظة البحيرة، وغيرهم كثيرون لم يتح لنا شرف التعرف على أسمائهم، إلا أنهم استطاعوا مع غيرهم من أبناء المعتقلين أن يكونوا النموذج والمثل في الرد العملي على جور النظام وظلمه.

 

هي فعلاً رسالة من هؤلاء الأبناء بأن هذه القضايا لم تضعف عزيمتهم، ولم تؤثر في قوتهم، ولم تقلل من حبهم لدعوتهم، كما أن هذه القضايا كانت قوة دفع لهم ليقولوا للنظام بأنه رغم حرماننا من آبائنا إلا أننا كنا عند حسن ظنهم بنا، ورسالة للإعلام الحكومي الذي تجاوز في حق آبائهم بأن هذه الحملات لم تضعف عزيمتنا، ورسالة أخرى للشعب المصري بأن يتعرف عن قرب على هؤلاء المعتقلين الذين ربوا أبناءهم على حب العلم والتفوق.

 

هذه النتائج المبهرة لأبناء المعتقلين ليست وليدة الصدفة وإنما كانت نتاج جهد وتربية، وصبر وثبات، لزوجات المعتقلين، اللاتي قاتلن لمواجهة ضغوط الاعتقال وظلمة سجون الأزواج... هؤلاء الأمهات والزوجات اللاتي تحدين الضغط وغياب الأب، وكن لأبنائهن بمثابة الأب والأم في آن واحد، تحية لهن حيث حصدن التفوق مع أبنائهن.

 

وفي النهاية فإننا نرحب بنشر أسماء هؤلاء الأبناء الذين حصلوا على مراكز متقدمة في مراحل دراستهم المختلفة على موقع (إخوان أون لاين) كأقل تقديرٍ لهم ولآبائهم وأمهاتهم.