الصورة غير متاحة

 إياد إبراهيم القرا

تصاعدت خلال الأيام الأخيرة نبرة التصعيد الصهيوني تجاه قطاع غزة، سواء كانت تصريحات علنية حول قوة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والتي صدرت عن قائد لواء الجنوب، وهدد خلالها بتوجيه ضربة شديدة لحركة حماس في غزة، وستوقع خسائر كبيرة.

 

تبع ذلك تحذير بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال بأن المقاومة في غزة تمتلك صواريخ مضادة للطيران تهدد الأجواء الصهيونية، واصفًا الأمر بأنه يمكن أن تضرب طائرات تهبط في مطارات داخل منطقة وسط الكيان الصهيوني.

 

إلى جانب التهديدات العلنية التي سرَّبتها مصادر مطلعة من الاجتماع بين عمرو سليمان وأحمد أبو الغيط الوزيرين المصريين ومحمود عباس في رام الله أن أحد الملفات التي طُرحت مركزيًّا هي أن الكيان الصهيوني يعدُّ لضربة عسكرية توجه إلى قطاع غزة للحدِّ من تسارع قدرات المقاومة الفلسطينية، وخاصةً في مجال القدرات الصاروخية.

 

المعلومات الظنية أفصحت عنها التحركات الميدانية والغارات الوهمية في أجواء قطاع غزة خلال الأسبوع الماضي والتي رفعت درجة الحذر لدى المواطنين، وأُثيرت كثيرًا من التساؤلات حول المرة المقبلة وتوقع ضربة صهيونية مباغتة المرحلة القادمة عملاً بمبدأ عدم استئمان العدو.

 

كل هذه المؤشرات تُعطي دلائل واضحة على تحركٍ صهيوني في ملف غزة خلال المرحلة المقلبة يستوجب موقفًا فلسطينيًّا واضحًا يترجم بتحركاتٍ سياسية حمساوية باعتبارها الجهة المستهدفة أساسًا بهذه الضربة وسلطتها الممثلة بالحكومة، وجناحها العسكري كتائب القسام إلى جانب ضرورة تحركات ميدانية حقيقة لتهيئة الجبهة الداخلية الفلسطينية لأي عدوان صهيوني.

 

على الصعيد السياسي حركة حماس بحاجةٍ إلى تحركٍ سياسي دولي عاجل لفضح الاحتلال الصهيوني ومخططاته، يبدأ بزيارات رسمية لعددٍ من الدول العربية التي تمتلك قدرةً على تحقيق اختراق في التواصل معها لحشده ضد التوجهات الصهيونية، وكذلك التوجه لدول إسلامية وازنة وذات تأثير دولي مثل تركيا وإندونيسيا وماليزيا لتشكيل لوبي، محذرًا من أي عدوان على غزة، والذي من شأنه أن يفتح الآفاق أمام حركة حماس لإثارة الحصار الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، إلى جانب إفشال أية ضربةٍ صهيونيةٍ خلال الفترة المقبلة.

 

إلى جانب التحرك الدولي هناك تحرك حقيقي يجب أن يكون على صعيد الجبهة الفلسطينية الداخلية سواء سياسيًّا من خلال التوافق مع الفصائل الفاعلة لوضع رؤية فلسطينية واضحة للمرحلة المقبلة تحمي المقاومة وتعزز صمود الشعب الفلسطيني، ولعل نموذج ظهور حركة حماس والحكومة في غزة خلال مهرجان حركة الجهاد الإسلامي الحاشد دليلٌ على القدرة على توحيد برامج الفصائل لمواجهة العدوان الصهيوني.

 

كما أن الجبهة الداخلية الميدانية بحاجةٍ إلى تعزيز حقيقي وفق المتبع والمتعارف عليه من حيث تهيئة المؤسسات الرسمية للتعامل مع العدوان الصهيوني وآلية التعاطي معه خدماتيًّا وعسكريًّا وأمنيًّا يضمن وحدة وصلابة الجبهة الداخلية الفلسطينية، وأن الاستهانة بهذا الجانب المادي على صالح الجانب المعنوي يترك تأثيرًا على الصمود الفلسطيني، فكلا الجانبين لا يقلان أهميةً عن بعضهما البعض.

 

الساحة الفلسطينية بحاجةٍ إلى تحركٍ حقيقي لقوى المقاومة والفصائل السياسية لوضع رؤية فلسطينية واضحة في التعامل مع التصعيد الصهيوني، واستباق الغدر الصهيوني المعروف، إلى جانب رفع درجة الوعي لدى المواطنين في التعامل مع العدوان الصهيوني سواء القادم أو المستقبلي لتقليل مستوى الخسائر البشرية الفلسطينية وتوحيد الساحة الفلسطينية وتكبيد العدو أقصى قدر من الخسائر إن لم يكن أقلها إفشال أهدافه كما حدث خلال الحرب الصهيونية على غزة عام 2009م، التي تمثل نموذجًا للغدر الصهيوني ونموذجًا يُحتذى به لتمتين الساحة الفلسطينية.

------------

* المستشار الإعلامي لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني